انكمش نشاط المصانع الصينية بأسرع وتيرة في أكثر من عام خلال الشهر الماضي، مما يعزز الدعوات التي تطالب بمزيد من التحفيز، حيث تسببت حزمة الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى إنهاء شهرين من التعافي.
وجاءت نتائج مسح المصانع متناقضة مع تصريحات المسؤولين الصينيين بأن اقتصاد البلاد في وضع جيد وقادر على استيعاب صدمة التجارة الأمريكية.
وأشار المسح إلى أن الطلب المحلي لا يزال ضعيفًا، حيث يحاول أصحاب المصانع إيجاد مشترين بديلين في الخارج.
كانت الشركات الصينية تحاول إنجاز شحناتهم الخارجية تحسبًا للرسوم الجمركية، لكن فرض الرسوم ألغى هذه الاستراتيجية، مما أدى لزيادة الضغوط على صناع السياسات لإيجاد حلول لإعادة التوازن الاقتصادي.
وتراجع مؤشر مديري المشتريات الرسمي في الصين إلى 49.0 نقطة في أبريل الجاري، مقارنة بـ 50.5 في مارس، بحسب البيانات الصادر عن المكتب الوطني للإحصاء، وهو أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2023، وأقل من متوسط توقعات المحللين البالغة 49.8.
وانخفض مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي، الذي يشمل الخدمات والبناء، إلى 50.4 نقطة بدلًا من 50.8 نقطة، لكنه مازال أعلى مستوى 50 نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش.
كانت الحكومة الأمريكية قد أعلنت في بداية الشهر الجاري فرض رسوم جمركية بنسبة 145% على السلع الصينية، في الوقت الذي يعاني فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم من تحديات كبيرة.
وتعاني الصين من الانكماش الاقتصادي نتيجة تباطؤ نمو الدخل بالإضافة إلى الأزمة الحادة التي شهدها قطاع العقارات خلال السنوات الأخيرة.
ولمواجهة تلك التحديات، اعتمدت بكين بشكل كبير على الصادرات لدعم الانتعاش الاقتصادي الضعيف منذ نهاية جائحة كورونا، ولم تبدأ في اتخاذ خطوات لتعزيز الطلب المحلي بشكل أكثر جدية إلا في أواخر العام الماضي.