في أعقاب تصاعد التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران، أعلنت طهران رسميًا تعليق مشاركتها في الجولة السادسة من المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، التي كانت مقررة يوم الأحد المقبل.
جاء ذلك على لسان علاء الدين بروجردي، العضو البارز في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي يوم الجمعة.
وأوضح بروجردي أن إيران لن تستأنف أي حوار مع واشنطن بشأن الملف النووي "حتى إشعار آخر"، معتبرًا أن التطورات الأخيرة في المنطقة، ولا سيما الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق على الأراضي الإيرانية، قد نسفت الثقة في مسار التفاوض، وأثبتت – بحسب تعبيره – أن الولايات المتحدة شريك غير موثوق.
وشنّت إسرائيل فجر الجمعة سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت منشآت نووية ومواقع لإنتاج الصواريخ ومقار عسكرية تابعة للحرس الثوري.
في هجوم وصفه مسؤولون إسرائيليون بأنه "بداية حملة مستمرة" تهدف إلى منع إيران من تطوير قدرات نووية تهدد أمن المنطقة.
وتأتي هذه الضربات في إطار تصعيد خطير بين الجانبين، عقب أشهر من التوترات الخفية والاتهامات المتبادلة حول أنشطة إيران النووية.
وتخشى أطراف دولية أن يؤدي هذا التصعيد إلى انهيار كامل للمسار الدبلوماسي الذي بدأ منذ سنوات للحد من قدرات إيران النووية، والتي كانت خاضعة سابقًا للاتفاق المبرم عام 2015 والمعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة".
وفي هذا السياق، حذّرت عدة أطراف دولية من أن تعليق المفاوضات يزيد من احتمالية المواجهة المباشرة ويقوض الجهود الدبلوماسية الرامية إلى نزع فتيل الأزمة النووية الإيرانية، في ظل قلق عالمي من أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى زعزعة استقرار أسواق الطاقة والأمن الإقليمي.
من جانبها، لم تُصدر الإدارة الأمريكية تعليقًا رسميًا حتى الآن على قرار طهران، في حين دعا مسؤولون في الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى ضبط النفس واستئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن.