
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد بلاده للتعامل مع المبادرة التي تدعمها الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى تسوية للنزاع في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن موسكو منفتحة على خوض "حوار جاد" حول المقترحات المطروحة في المسودة الأميركية.
وخلال زيارة إلى قرغيزستان، أوضح بوتين أن التصور الأولي الذي تم التوصل إليه بين واشنطن وكييف قد يشكل أرضية مناسبة لإبرام اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات. وأكد أن المسودة، بصيغتها الحالية، يمكن أن تكون أساسًا للعمل عليها مستقبلًا.
وأشار بوتين إلى أن الجانب الأميركي يبدو وكأنه أخذ ملاحظات موسكو في الحسبان عند صياغة المقترحات الجديدة، لافتًا إلى استعداد بلاده لاستقبال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الأسبوع المقبل لمناقشة البنود بشكل معمّق.
ويُعد هذا أول تعليق علني لبوتين حول الجهود الدبلوماسية الأخيرة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والتي جاءت بعد تقارير عن خطة سلام تتضمن 28 بندًا، اعتُبرت أقرب إلى الطرح الروسي.
وقد دفع ذلك كييف وحلفاءها في أوروبا إلى تقديم ملاحظات وتعديلات خلال اجتماعات في جنيف مع وفد أميركي يقوده وزير الخارجية ماركو روبيو.
وبحسب تصريحات يوري أوشاكوف، أحد مستشاري الكرملين البارزين، فإن موسكو لم تتلق نسخة رسمية من أحدث مسودة مدعومة أميركيًا، لكنها اطلعت على نسخة غير رسمية. وأشار إلى أن بعض عناصر الخطة تبدو مقبولة، في حين أن أجزاء أخرى تحتاج إلى دراسة تفصيلية.
أما نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف فأكد أن موسكو ترحب بالتحرك الأميركي نحو مسار السلام، لكنه شدد على أن القضايا الجوهرية للنزاع لا تزال بلا حلول، ما يعني أن الطريق إلى اتفاق نهائي لا يزال طويلًا.
وخلال حديثه الخميس، أعلن بوتين أن العمليات العسكرية ستتوقف عندما تسحب أوكرانيا قواتها من المواقع التي تراها موسكو حيوية.
وقال إن روسيا ستحقق أهدافها بالقوة في حال رفضت كييف هذا الطرح. وفي السياق نفسه، دعا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى عدم التسرع في الافتراض بأن نهاية الحرب باتت قريبة.
من جانب آخر، كشفت تقارير إعلامية عن اجتماع بين وفد أوكراني ومسؤولين أميركيين في أبوظبي، أبدى خلاله الجانب الأوكراني قبولًا أوليًا بالإطار العام للخطة، مع بقاء تفاصيل تحتاج إلى تفاهم إضافي.
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن مسؤولًا مطّلعًا ذكر أن كييف أعطت موافقة مبدئية، لكنها لا تزال تراجع عددًا من النقاط العالقة.
وفي خطاب موجّه لحلفاء أوكرانيا مساء الثلاثاء، أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي استعداد بلاده للانخراط في مسار يؤدي إلى اتفاق سلام.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب من البيت الأبيض إن فرص التوصل إلى اتفاق أصبحت أكبر من أي وقت مضى، مشيرًا إلى أن المفاوضات تتقدم. كما نشر على منصته "تروث سوشال" أن "عدد القضايا الخلافية المتبقية محدود للغاية".



.webp)
