أصدر بنك "جيه بي مورجان" تحذيراً لافتاً بشأن التركّز المفرط في الاستثمارات داخل سوق الأسهم الأمريكية، مشيراً إلى أن الإقبال الكبير على أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والنمو المرتفع بلغ أعلى مستوياته منذ ثلاثة عقود.
وأكد البنك، في مذكرة بحثية نُشرت يوم الإثنين، أن هذا التكدّس الاستثماري يمثل تهديداً محتملاً لاستقرار السوق، مع تنامي حالة من الثقة الزائدة بين المستثمرين تجاه بعض الأصول عالية المخاطر.
ووفقاً للمذكرة، فإن أسهم شركات مثل "إنفيديا"، و"كوينبيس"، و"بالانتير" اجتذبت تدفقات مالية ضخمة خلال الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى تسجيل مستويات غير مسبوقة من التركّز الاستثماري.
واعتبر البنك أن هذا الاتجاه يعكس سلوكاً مشابهاً لفترات سابقة من الاندفاع الجماعي نحو قطاعات محددة، وهو ما يثير مخاوف من تكرار سيناريوهات التصحيح الحاد، خاصة في حال تغيرت المعطيات الاقتصادية أو تراجعت شهية المخاطرة.
وأشار "دوبرافكو لاكوس بوجاس"، كبير استراتيجيي الاستثمار في "جيه بي مورجان"، إلى أن التقييمات الحالية لبعض الأسهم باتت مبالغاً فيها، مسلطاً الضوء على سهم "تسلا" الذي يُتداول بمضاعف أرباح يتجاوز 160 مرة، مقارنة بمتوسط يقارب 22 مرة لمؤشر "إس آند بي 500".
واعتبر أن هذه الفجوة تعكس رهانات مفرطة على استمرار المكاسب، في وقت قد تواجه فيه السوق متغيرات مفاجئة تؤثر على هذه التوقعات.
وأضاف بوجاس أن السوق شهد خلال الأشهر الماضية أمثلة واضحة على هذا النمط السلوكي، مثل اندفاع المستثمرين في بداية العام نحو شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى، ثم تحوّلهم المؤقت في أبريل نحو أسهم منخفضة التقلب، في محاولة لتقليل المخاطر، ما يعكس تقلّباً في المزاج الاستثماري وسرعة التنقل بين القطاعات.
وفي ضوء هذه المعطيات، يرى "جيه بي مورجان" أن الوقت قد يكون مناسباً لإعادة التوازن إلى المحافظ الاستثمارية، من خلال العودة إلى الأسهم القيادية المستقرة التي كانت أداؤها دون السوق مؤخراً.
ويعتقد البنك أن هذه الشركات تمتلك مقومات جيدة للارتداد وتحقيق أداء قوي في حال تراجعت موجة المضاربة الحالية أو شهد السوق تصحيحاً تدريجياً، ما يجعلها خياراً أكثر أماناً للمستثمرين في المرحلة المقبلة.