قفزة في صادرات روسيا من الذهب إلى الصين مع صعود الأسعار وتقلّص الوصول للأسواق الغربية

قفزة في صادرات روسيا من الذهب إلى الصين مع صعود الأسعار وتقلّص الوصول للأسواق الغربية

سجلت صادرات روسيا من المعادن الثمينة إلى الصين ارتفاعاً كبيراً خلال النصف الأول من العام الجاري، بالتزامن مع صعود أسعار الذهب إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.

وبحسب بيانات صادرة عن "تريد داتا مونيتور" استناداً إلى معلومات من مكتب الجمارك الصيني، قفزت واردات الصين من خامات ومركزات المعادن النفيسة القادمة من روسيا، والتي تشمل الذهب والفضة، بنسبة 80% على أساس سنوي، لتصل إلى نحو مليار دولار.

ويأتي هذا النمو اللافت في التجارة الثنائية بين البلدين في وقت تواجه فيه روسيا عزلة واسعة النطاق عن مراكز التجارة الغربية الكبرى، مثل بورصتي لندن ونيويورك، وذلك منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022.

ومع القيود المفروضة على وصول روسيا إلى الأسواق الغربية، أصبحت الصين واحدة من أهم وجهات التصدير المتبقية لموسكو، مما عزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين في مجالات استراتيجية، من أبرزها تجارة المعادن الثمينة.

وتزامن هذا الارتفاع في الصادرات الروسية مع قفزة قوية في أسعار الذهب، التي صعدت بنحو 28% منذ بداية العام، مدفوعة بتزايد المخاطر الجيوسياسية وتوترات الأسواق العالمية، إضافة إلى اتجاه البنوك المركزية، لاسيما في الاقتصادات الناشئة، نحو شراء كميات متزايدة من الذهب لتعزيز احتياطياتها.

وقد ساهم هذا الاتجاه العالمي في خلق بيئة مواتية لتوسيع صادرات روسيا من الذهب إلى الصين، ما يمنح موسكو متنفساً اقتصادياً في ظل استمرار العقوبات الغربية.

ويعكس هذا التحول في خريطة تجارة المعادن الثمينة إعادة تشكيل التوازنات الاقتصادية العالمية، حيث تبرز الصين كلاعب رئيسي في استيعاب موارد روسيا، فيما تسعى الأخيرة إلى تعويض خسارتها لأسواق تقليدية من خلال توسيع علاقاتها مع شركاء استراتيجيين في الشرق.