أظهرت البيانات الصادرة عن معهد إدارة التوريدات الأمريكي (ISM) يوم الأربعاء أن النشاط الصناعي في الولايات المتحدة لا يزال يواجه بعض الضغوط، لكنه سجل تحسنًا طفيفًا خلال سبتمبر 2025، بما يتماشى مع توقعات الأسواق ويعطي إشارة على استقرار نسبي في القطاع بعد فترة من التراجع.فقد بلغ مؤشر مديري المشتريات التصنيعي 49.1 نقطة في سبتمبر، مقارنة مع 48.7 نقطة في أغسطس الماضي، وهو ما جاء متوافقًا تقريبًا مع التقديرات المسبقة عند 49.0 نقطة.ورغم أن المؤشر لا يزال دون مستوى 50 نقطة – ما يعني استمرار انكماش القطاع الصناعي – إلا أن ارتفاعه الطفيف يقلل من حدة الصورة السلبية التي رافقت أداء الصناعة الأمريكية في الأشهر السابقة.أما على صعيد الأسعار، فقد أظهرت بيانات مؤشر أسعار مديري المشتريات التصنيعي تراجعًا ملحوظًا، إذ سجل 61.9 نقطة خلال سبتمبر، في حين كانت التوقعات عند 62.7 نقطة، مقابل 63.7 نقطة في أغسطس الماضي.ويعكس هذا الانخفاض بعض التخفيف في الضغوط التضخمية المرتبطة بمدخلات الإنتاج، لكنه لا يزال يشير إلى مستويات مرتفعة نسبيًا، بما يعني أن تكاليف المواد الخام والطاقة ما زالت تمثل تحديًا أمام الشركات الصناعية.ويُبنى هذا المؤشر على مسح يشمل آراء أكثر من 600 مدير مشتريات في شركات صناعية كبرى داخل الولايات المتحدة، حيث يغطي مجالات متعددة مثل حجم الإنتاج، وتطورات التوظيف، والطلبات الجديدة، ومستويات المخزون، إلى جانب سرعة تسليم الموارد. لذلك يعتبر المؤشر من أهم الأدوات التي يعتمد عليها المحللون وصناع القرار لرصد أوضاع الاقتصاد الصناعي الأمريكي.ويُذكر أن أي قراءة للمؤشر دون مستوى 50 نقطة تعبر عن انكماش في النشاط الصناعي، بينما تشير القراءة فوق هذا المستوى إلى توسع اقتصادي.وبالتالي، فإن نتائج سبتمبر تعكس استمرار التباطؤ في القطاع الصناعي، لكن مع بروز بوادر أولية على تحسن نسبي في وتيرة الأداء، وهو ما قد يخفف جزئيًا من المخاوف بشأن عمق تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.