تتحضر الإدارة الأمريكية لإطلاق جولة جديدة من المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، وسط مؤشرات على تصعيد محتمل في الرسوم الجمركية.
وذلك بعد أيام من توقيع اتفاق تجاري ثنائي مع اليابان اعتبره البيت الأبيض إنجازًا استراتيجيًا في ظل احتدام المنافسة الاقتصادية العالمية.
وأفادت مصادر مطلعة في واشنطن بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى توجيهات بفتح قنوات التواصل مع الجانب الأوروبي، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات تجارية قبل انتهاء المهلة المحددة لفرض رسوم إضافية على واردات أوروبية مختارة، قد تشمل السيارات والسلع الاستهلاكية.
وبينما لم تصدر تصريحات رسمية تفصيلية بشأن جدول أو محاور المفاوضات الجديدة، تشير التقديرات إلى أن الجانب الأمريكي سيضغط باتجاه تقليص الفائض التجاري الأوروبي مع الولايات المتحدة، الذي يراه ترامب غير عادل.
من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن استعداده للدخول في "حوار بنّاء"، لكنه حذر من أن أي خطوات أحادية الجانب قد تُقابل بإجراءات مضادة، ما يهدد بإشعال مواجهة تجارية جديدة بين اثنين من أكبر التكتلات الاقتصادية في العالم.
ويرى محللون أن الاتفاق الأمريكي الياباني الأخير أعطى واشنطن دفعة ثقة في مساعيها لعقد اتفاقات ثنائية مع شركائها التجاريين، في ظل استمرار تعثر إصلاحات منظمة التجارة العالمية، وغياب إطار دولي ملزم لإدارة الخلافات التجارية.
وقال خبير التجارة الدولية في بنك "كومرتس بنك" الألماني: "البيت الأبيض سيحاول تكرار تجربة اليابان مع أوروبا، لكن التحديات التقنية والسياسية ستكون أكثر تعقيدًا".
وتأتي التطورات الأخيرة في ظل ترقب الأسواق العالمية مآلات السياسة التجارية الأمريكية، في وقت تستعد فيه الشركات الكبرى للتعامل مع بيئة أكثر تقلبًا في سلاسل الإمداد وحركة التجارة العابرة للقارات.