
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات جديدة تهدف إلى منع الصين من الحصول على أحدث تقنيات الرقائق الإلكترونية التي تطورها شركة "إنفيديا"، في خطوة تعكس استمرار السياسة الأمريكية الهادفة إلى الحد من وصول بكين إلى التقنيات الحساسة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة.
وأوضح ترامب في مقابلة تلفزيونية أن بلاده تعتبر الرقائق المتقدمة جزءًا أساسيًا من أمنها القومي ومن قدرتها على الحفاظ على موقعها الريادي في الابتكار التكنولوجي، مشيرًا إلى أن واشنطن "لن تسمح للصين بالوصول إلى التقنيات التي يمكن أن تمنحها تفوقًا استراتيجيًا في مجالات عسكرية أو استخباراتية".
تأتي هذه التصريحات لتؤكد استمرار النهج الأمريكي المتشدد تجاه الصين، رغم محاولات الجانبين تخفيف التوترات التجارية في الأشهر الأخيرة. ويرى محللون أن هذه السياسة ستبقى ركيزة رئيسية في العلاقات بين القوتين الاقتصاديتين، خصوصًا في ظل تصاعد المنافسة على السيطرة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
ويشير خبراء إلى أن هذه القيود قد تؤثر بشكل مباشر على شركة "إنفيديا"، الرائدة في صناعة معالجات الرسوميات عالية الأداء، التي تشكل العمود الفقري لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
كما يُتوقع أن تمتد آثار القرار إلى سلاسل التوريد العالمية في قطاع أشباه الموصلات، لا سيما أن العديد من الصناعات – مثل السيارات الكهربائية والحوسبة السحابية – تعتمد بشكل كبير على رقائق الشركة الأمريكية.
من ناحية أخرى، يتوقع مراقبون أن تدفع هذه الخطوة الصين إلى تسريع جهودها لتطوير بدائل محلية للرقائق المتقدمة، ما قد يؤدي إلى تعميق الانقسام التكنولوجي بين الشرق والغرب ويؤسس لمرحلة جديدة من "الحرب التقنية" بين البلدين.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الصينية فترة من الهدوء النسبي بعد جولات من المفاوضات التجارية، إلا أن تصريحات ترامب الأخيرة أعادت المخاوف من تجدد التوتر، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، حيث يسعى الرئيس إلى إظهار موقف أكثر تشددًا في مواجهة الصين على الصعيدين الاقتصادي والتكنولوجي.
.webp)






