شهد سوق التمويل العقاري في الولايات المتحدة تطورًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، مع انخفاض أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري، وهو ما ساعد في تحسين مستوى المعروض العقاري بالأسواق، رغم استمرار الضغوط المرتبطة بارتفاع تكاليف شراء المنازل.
وأظهرت بيانات صادرة عن شركة "فريدي ماك"، وهي إحدى أكبر الشركات العاملة في مجال التأمين على القروض العقارية، أن متوسط سعر الفائدة الثابت على قروض الرهن العقاري لأجل 30 عامًا تراجع إلى 6.67%، مقابل 6.77% خلال الأسبوع السابق.
ويُعد هذا الانخفاض بمثابة خطوة إيجابية يمكن أن تحفز النشاط في سوق الإسكان الأمريكي، الذي ظل يعاني طوال الأشهر الماضية من تباطؤ ملحوظ نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة وتضخم أسعار العقارات.
وأوضح سام خاطر، كبير الاقتصاديين لدى "فريدي ماك"، أن الانخفاض في تكاليف الاقتراض بدأ ينعكس بشكل تدريجي على السوق، حيث بات المشترون المحتملون أمام فرصة أفضل للدخول أو العودة إلى السوق العقارية، خصوصًا مع تحسن طفيف في شروط التمويل.
ومع ذلك، أشار خاطر إلى أن أزمة القدرة على تحمّل تكاليف شراء المنازل ما زالت تشكل عقبة حقيقية أمام الكثير من العائلات الأمريكية، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المنازل مقارنة بمتوسط الدخل.
ورغم هذه التحديات، أفاد التقرير بأن الأسواق تشهد زيادة ملحوظة في أعداد البائعين الذين بدأوا يعرضون منازلهم للبيع، وهي خطوة تُسهم في تحسين حجم المعروض العقاري وتخفيف الضغوط على المشترين.
واعتبر التقرير أن استمرار تراجع أسعار الفائدة، حتى لو بشكل محدود، يمثل عاملًا حاسمًا قد يساهم في إعادة التوازن بين العرض والطلب في السوق العقارية.
تجدر الإشارة إلى أن سوق الإسكان الأمريكي لا يزال يتأثر بسياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي حافظ على مستويات مرتفعة لأسعار الفائدة الأساسية لفترة طويلة بهدف السيطرة على التضخم.
وقد دفع هذا الوضع العديد من المشترين والبائعين إلى التريث، انتظارًا لتحسن ظروف التمويل وأسعار الفائدة.
ومع التراجع الأخير في تكاليف التمويل العقاري، قد يشهد السوق حالة من الانتعاش النسبي خلال الأشهر المقبلة إذا استمرت هذه الاتجاهات الإيجابية.