شهد سوق التمويل العقاري في الولايات المتحدة تحركًا لافتًا خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت معدلات الفائدة على الرهون العقارية تراجعًا إلى أدنى مستوياتها في نحو شهر، ما أعاد الزخم إلى سوق إعادة التمويل، دون أن ينعكس بنفس القوة على حركة شراء المنازل.
وفقًا لبيانات رابطة مصرفيي الرهن العقاري الصادرة يوم الأربعاء، انخفض متوسط الفائدة على القروض العقارية الثابتة لأجل 30 عامًا إلى 6.37% خلال الأسبوع المنتهي في 17 أكتوبر، مقارنة بمعدل 6.42% في الأسبوع السابق.
ويُعد هذا الانخفاض الأول من نوعه بهذا الحجم منذ أسابيع، ويأتي في ظل التوقعات المتزايدة بتباطؤ وتيرة رفع الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
هذا التراجع في الفائدة حفز المقترضين الحاليين على التحرك، حيث ارتفعت طلبات إعادة تمويل القروض العقارية بنسبة 4% على أساس أسبوعي، وقفزت بنسبة 81% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ويعكس هذا الاتجاه رغبة أصحاب القروض في تقليل أعباء الفائدة، خاصة مع استقرار السوق وتباطؤ التضخم.
في المقابل، لم تلقَ هذه التراجعات في الفائدة صدى قويًا لدى المشترين المحتملين، إذ انخفضت طلبات الحصول على قروض لشراء المنازل بنسبة 5% خلال نفس الفترة.
ورغم هذا التراجع الأسبوعي، إلا أن الطلب على الشراء ما يزال أعلى بنحو 20% مقارنة بمستواه في الفترة نفسها من عام 2024، ما يشير إلى تحسن نسبي في الثقة بالسوق العقارية، وإن لم يصل بعد إلى مستويات انتعاش واسعة.
ويبدو أن ارتفاع الأسعار في سوق المنازل، إلى جانب عدم اليقين الاقتصادي، لا يزالان يشكلان عائقًا أمام العديد من المشترين، رغم الانخفاض في تكلفة التمويل. ومع دخول السوق العقارية في موسم الخريف الذي عادةً ما يشهد هدوءًا نسبيًا، فإن تطورات الفائدة خلال الأسابيع المقبلة ستكون عاملًا حاسمًا في تحديد مسار السوق بنهاية العام.