يدخل الجدل حول الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة مرحلة أكثر تعقيدًا مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخفض واسع للعمالة الفيدرالية، في خطوة تُفسر سياسيًا على أنها أداة ضغط على الديمقراطيين في المفاوضات الجارية بشأن تمويل الحكومة.ففي منشور عبر منصته تروث سوشيال، كشف ترامب عن اجتماع مرتقب مع مدير مكتب الميزانية في البيت الأبيض، راسل فوت، لمناقشة خيارات تقليص أعداد الموظفين الفيدراليين وتحديد الوكالات التي قد تخضع لهذه الإجراءات.وأكد أن النقاش سيشمل ما إذا كانت التخفيضات مؤقتة أم دائمة، وهو ما يفتح الباب أمام سيناريوهات غير مسبوقة في الإدارة الفيدرالية.وتحمل تصريحات ترامب أبعادًا سياسية لافتة، إذ اعتبر أن الديمقراطيين أتاحوا له "فرصة غير مسبوقة" لإعادة تنفيذ أجندته تحت شعار "أمريكا عظيمة مجددًا".ويُنظر إلى هذه اللهجة التصعيدية باعتبارها رسالة موجهة إلى خصومه السياسيين أكثر من كونها مجرد تحذير اقتصادي.ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس، حيث يتهم الجمهوريون الديمقراطيين بالتسبب في استمرار الأزمة، فيما يسعى الديمقراطيون إلى تحميل ترامب مسؤولية المأزق الحالي. ويرى مراقبون أن تلويح ترامب بالتسريحات قد يضع الديمقراطيين تحت ضغط إضافي في المفاوضات، نظرًا للمخاطر الاجتماعية والسياسية المترتبة على أي تقليص واسع للعمالة الفيدرالية.غير أن هذه الاستراتيجية محفوفة بالمخاطر، إذ قد تؤدي إلى نتائج عكسية في حال اعتبر الرأي العام أن الرئيس يستخدم معاناة الموظفين كورقة مساومة سياسية. ومع استمرار الإغلاق، يتوقع أن تزداد حدة المواجهة بين الحزبين، ما قد يطيل أمد الأزمة ويضاعف آثارها الاقتصادية والسياسية.