أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد تصريح جديد أدلى به عبر منصته الخاصة "تروث سوشيال".حيث زعم أن فرض رسوم جمركية قياسية على الواردات سيساهم في خفض أسعار جميع المنتجات الاستهلاكية، بما في ذلك البنزين والمواد الغذائية الأساسية مثل البقالة. وادعى ترامب في منشوره أن معدلات التضخم في الولايات المتحدة تشهد تراجعًا ملحوظًا، لكنه لم يقدّم أي بيانات أو أرقام رسمية تدعم هذه التصريحات.تأتي هذه التصريحات في أعقاب صدور بيانات رسمية من الحكومة الأمريكية في العاشر من أبريل، أظهرت تراجعًا مفاجئًا في مؤشر أسعار المستهلكين خلال شهر مارس، وهو ما فسّره البعض على أنه قد يدعم وجهة نظر ترامب.غير أن محللين اقتصاديين ومراقبين شككوا في الربط المباشر الذي حاول الرئيس السابق إقامته بين الرسوم الجمركية وتراجع الأسعار، مشيرين إلى أن العلاقة بين الطرفين معقدة وتشوبها العديد من العوامل المتداخلة.ويحذر العديد من الخبراء الاقتصاديين من أن فرض رسوم جمركية على الواردات يؤدي في الغالب إلى ارتفاع التكاليف على الشركات المستوردة.والتي تقوم بدورها بتمرير هذه التكاليف إلى المستهلك النهائي، مما يرفع من أسعار السلع والخدمات بدلًا من خفضها. كما أشاروا إلى أن الرسوم الجمركية تُستخدم عادة لأغراض حمائية أو سياسية، وليس كأداة مباشرة لمكافحة التضخم.وبينما قد تحقق الرسوم الجمركية بعض الفوائد المؤقتة لقطاعات صناعية محلية، فإن آثارها على الاقتصاد الكلي، وخاصة على أسعار البنزين والسلع الأساسية، تعتمد على مدى الاعتماد على الواردات، وحجم الرسوم المفروضة، واستجابة الأسواق وسلاسل التوريد العالمية.لذا، فإن التصريحات التي تربط بشكل مباشر بين فرض الرسوم الجمركية وتراجع الأسعار تظل محل شك، وتثير الكثير من النقاش بين صناع القرار الاقتصادي والمراقبين.