تصاعد الحرب التجارية: الصين توقف استيراد الغاز والقمح الأمريكي وتخفض واردات السلع الزراعية

تصاعد الحرب التجارية: الصين توقف استيراد الغاز والقمح الأمريكي وتخفض واردات السلع الزراعية

كشفت بيانات الجمارك الصينية عن انخفاض حاد في واردات الصين من عدد من السلع الأمريكية خلال شهر إبريل، في خطوة تعكس تصعيدًا جديدًا في الحرب التجارية المتواصلة بين بكين وواشنطن.

وأظهرت البيانات توقف واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال والقمح الأمريكي تمامًا خلال الشهر، وهو تحول كبير مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وكانت الولايات المتحدة قد شكلت مصدرًا رئيسيًا لهاتين السلعتين في السوق الصينية خلال 2024، حيث بلغت حصتها 17% من واردات القمح و5% من واردات الغاز الطبيعي المسال.

إلا أن التوترات المتزايدة بين البلدين وما تبعها من إجراءات انتقامية متبادلة، ساهمت في وقف هذه التدفقات بالكامل.

ويأتي هذا التطور بعد أن فرضت الصين في فبراير الماضي رسومًا جمركية تتراوح بين 10% و15% على واردات الطاقة الأمريكية، تلتها في مارس قيود جديدة استهدفت السلع الزراعية، في إطار سلسلة من الردود على قرارات تجارية أمريكية مماثلة.

وقد تصاعد الموقف بشكل لافت خلال أبريل، عندما تبادلت الدولتان فرض رسوم جمركية شاملة تجاوزت 100% على بعض السلع.

ويبدو أن تأثير النزاع لم يقتصر فقط على الغاز والقمح، إذ شمل سلعًا زراعية أخرى، حيث تراجعت واردات الصين من القطن الأمريكي بنسبة 90% على أساس سنوي لتسجل حوالي 14 ألف طن فقط.

كما هبطت واردات الذرة الأمريكية إلى أقل من 800 طن، في أدنى مستوياتها منذ فبراير 2020، ما يعكس عمق التأثير الذي بدأ يطال القطاعات الزراعية الأمريكية الحساسة.

ويشير محللون إلى أن هذه المؤشرات تعزز من مخاوف تراجع العلاقات التجارية بين الطرفين بشكل حاد، ما قد يلقي بظلاله على سلاسل الإمداد العالمية والأسواق الزراعية والطاقة على المدى القريب.

في المقابل، تواصل بكين سعيها لتنويع مصادر وارداتها والاعتماد بشكل أكبر على الشركاء التجاريين البديلين، في حين تواجه واشنطن ضغوطًا متزايدة من لوبيات المزارعين وشركات الطاقة المتضررة من التصعيد المستمر.