سجل الروبل الروسي ارتفاعًا حادًا يوم الخميس، ليبلغ أعلى مستوياته في نحو عامين، مدفوعًا بعوامل جيوسياسية واقتصادية متداخلة، أبرزها إعلان موسكو عن استعدادها لعقد جولة جديدة من محادثات السلام مع أوكرانيا.
وعزز هذا التطور التفاؤل في الأسواق بشأن احتمالية حدوث انفراجة في الأزمة الممتدة بين الجانبين، خاصة في ظل دعم إضافي من ارتفاع أسعار النفط والسياسات النقدية المتشددة للبنك المركزي الروسي.
ووفقًا لبيانات بورصة لندن للأوراق المالية (LSEG)، بلغ سعر صرف الروبل الروسي 78.83 روبل مقابل الدولار الأمريكي، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 1.29% خلال الجلسة.
وكان الروبل قد لامس في وقت سابق من اليوم مستوى 77.95 روبل لكل دولار، وهو المستوى الأعلى له منذ مايو 2023.
وحقق الروبل منذ بداية عام 2025 مكاسب قوية تجاوزت 40%، مستفيدًا من انحسار حدة التوترات مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، بالإضافة إلى توجه البنك المركزي الروسي نحو تشديد السياسة النقدية، وهو ما أدى إلى تقليص الطلب على العملات الأجنبية وزيادة جاذبية الروبل محليًا.
وجاء التحول الجيوسياسي الأخير بعد إعلان روسيا عن اقتراحها استئناف المحادثات مع أوكرانيا في إسطنبول يوم 2 يونيو. وحتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الأوكراني حول الدعوة الروسية.
وفي الإطار ذاته، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لا يخطط لفرض عقوبات جديدة على موسكو في الوقت الحالي، لتجنب تقويض أي جهود محتملة للتوصل إلى اتفاق سلام.
من جانبه، قال يفغيني لوكتيوخوف، المحلل في بنك "برومسفياز"، إن الروبل الروسي استمد دعماً إضافياً من ارتفاع أسعار النفط، حيث صعد خام برنت بنسبة 1.2% ليصل إلى 65.68 دولاراً للبرميل.
وأوضح أن نهاية كل شهر تشهد تقليديًا زيادة في الطلب على الروبل، بسبب حاجة المصدرين إلى تحويل أرباحهم من العملات الأجنبية إلى العملة المحلية لسداد الالتزامات الضريبية، مما يعزز أداء الروبل.
وبالإضافة إلى ارتفاعه أمام الدولار، صعد الروبل الروسي كذلك أمام اليوان الصيني بنسبة 1% ليصل إلى 10.90 في بورصة موسكو.