شهدت العملة الروسية ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات الخميس، حيث سجل الروبل أقوى أداء له منذ أوائل سبتمبر أمام كل من الدولار الأمريكي واليوان الصيني.وجاء هذا الصعود مدفوعاً بجملة من العوامل الاقتصادية المرتبطة بالسياسة النقدية للبنك المركزي، إلى جانب تحسن إيرادات الصادرات النفطية.ففي منتصف التعاملات، ارتفع الروبل بنسبة 2% أمام الدولار ليصل إلى مستوى 80.85 روبل، وهو الأعلى منذ الرابع من سبتمبر. كما تقدم الروبل أمام اليوان الصيني بنسبة 0.5% مسجلاً 11.31 روبل، مما يعكس اتساع نطاق قوة العملة الروسية مقابل شركائها التجاريين الرئيسيين.ويشير محللون إلى أن هذا التحسن يعكس توقعات الأسواق بتباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الروسي في الفترة المقبلة، خاصة بعد الإعلان عن زيادات ضريبية مقررة بدءاً من عام 2026، وهو ما يقلل من الضغوط على الروبل ويعزز جاذبية الأصول المقومة بالعملة المحلية.إلى جانب العوامل النقدية، استفاد الروبل أيضاً من نمو صادرات النفط الروسية. فوفقاً لتقارير وكالة رويترز، ارتفعت شحنات النفط المنطلقة من الموانئ الغربية الروسية بنسبة 25% خلال سبتمبر مقارنة بشهر أغسطس. ويُعزى ذلك جزئياً إلى تراجع طاقة التكرير المحلية نتيجة الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيّرة على عدد من المصافي، الأمر الذي أدى إلى توجيه كميات أكبر من الخام نحو التصدير.ويؤكد هذا الأداء أن الروبل ما زال يستمد قوته بدرجة كبيرة من العوامل الجيوسياسية وتطورات أسواق الطاقة، في وقت يظل فيه الاقتصاد الروسي تحت ضغط العقوبات الغربية، لكنه يجد في ارتفاع أسعار النفط ودعم السياسة النقدية عوامل توازن تدعم استقرار العملة.