نفذت سلطة النقد في هونغ كونغ أكبر عملية شراء يومية للدولار الأمريكي منذ عام 2004، حيث ضخت نحو 6 مليارات دولار أمريكي (ما يعادل 46.539 مليار دولار هونغ كونغ) في السوق، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على استقرار ربط عملة هونغ كونغ بالدولار الأمريكي.
ويُعتبر هذا التدخل النقدي هو الأول من نوعه منذ عام 2020، ويأتي في سياق ضغوط تصاعدت مؤخرًا على العملة المحلية نتيجة تقلبات أسواق الصرف العالمية.
ويستند النظام النقدي في هونغ كونغ إلى سياسة ربط العملة بالدولار الأميركي منذ عام 1983، ضمن نطاق تداول ثابت يتراوح بين 7.75 و7.85 دولار هونغ كونغ لكل دولار أمريكي.
ومع تراجع الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية، ارتفعت قيمة الدولار الهونغ كونغي مقتربة من الحد الأعلى لهذا النطاق، ما اضطر الهيئة النقدية إلى التدخل لمنع اختلال نظام الربط الثابت.
ويعكس هذا التحرك المخاوف المتزايدة من عدم استقرار في أسواق العملات الآسيوية، وسط تدخلات مماثلة شهدتها البنوك المركزية في عدد من الدول المجاورة.
كما جاء هذا الإجراء متزامنًا مع حالة ضعف أوسع في أداء العملة الأمريكية، حيث أدت السياسات التجارية الأميركية الأخيرة إلى تآكل الثقة العالمية بالدولار، ما دفع العديد من المستثمرين إلى تقليص حيازاتهم من الأصول المقومة به.
وقد أسفر ذلك عن تراجع "مؤشر بلومبرج للدولار الفوري" بنسبة 6.5% منذ بداية العام، مسجلًا أسوأ أداء شهري له منذ عام 2022. ويشير هذا التراجع إلى أن الضغوط على الدولار الأمريكي ليست مؤقتة، بل تعكس تحولات أعمق في البيئة الاقتصادية والسياسية العالمية، ما يزيد من تعقيد مهمة البنوك المركزية التي تعتمد على استقرار العملة الأمريكية كمرجعية.
ويبدو أن هونغ كونغ، رغم صرامة نظامها النقدي، تواجه تحديات متزايدة في ظل تحولات الأسواق العالمية، مما يفرض على سلطتها النقدية التحرك بحذر لتفادي اضطرابات محتملة في سوق الصرف وفي النظام المالي الأوسع.