هل يخسر الذهب أيضًا منطقة دعمه الأهم؟
حالة التردد والارتباك تسيطر على أجواء الاقتصاد العالمي.
لا يوجد أسباب حقيقية قادرة على دعم ثيران الذهب لمواصلة الصعود نحو الأرقام القياسية.
بيع الذهب أصبح معلق على شرط واحد.
خلال مقالنا الأخير المنشور تحت عنوان "عاجل: الذهب على مقربة من تحقيق شرط الإنطلاق نحو الأرقام القياسية" توقعنا صعودًا تاريخيًا للذهب. وهذا حدث بالفعل حيث لامس الذهب أعلى أسعاره تاريخيًا عند مستوي 2143 في الساعات الأولى من افتتاح الأسواق الآسيوية هذا الأسبوع.
لكن لم يهنىء المراهنوان على ارتفاع أسعار الذهب لمزيد من الأرقام القياسية التاريخية وتراجعت الأسعار بشكل حاد لتعود مجددا بالقرب من منطقة الدعم الأهم حاليا 2010 - 2000. فما الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع.
الحقيقة أن المشهد الحالي للإقتصاد العالمي مربك إلى حد بعيد، فالاقتصاديات الكبري على مقربة من الدخول في مرحلة ركود وعلى رأسها اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية. لكن في الوقت ذاته اشارات الدخول في مرحلة الركود هي العلامة الكاملة لنجح دورة التشديد النقدي في كبح جماح التضخم، وهذا ما رأيناه بالفعل من تراجع واضح في معدلات التضخم الأمريكية.
أما الناحية الجيوسياسية فالصراع في الشرق الأوسط لم بشهد سوي هدنة لبضعة أيام ومن ثم عادت الإعتداءات الصهيونية على المدنيين العزل الفلسطنيين وسط صمت مطبق من الدول الكبري والمؤسسات الأممية الدولية. فالصراع لم يهدأ ليتخلي المستثمرون عن حذرهم، ولم يتطور على نحو يعمق من مخاوف الأسواق المالية.
فهذه الحالة من التردد والإرتباك ليست قادرة على تعزيز قوة الثيران في مواصلة مسيرتهم الصاعدة للذهب خاصة وأن تداولات الذهب عند أرقام تاريخية.
فالمراكز الشرائية في نطاق الأسعار القياسية الجديدة إن لم تكن محمية بأوامر خسارة معتبرة ستكلف أصحابها خسائر فادحة، فكان قرار الخروج المكثف من مراكز شراء الذهب معتمدًا على أن ليس هناك أسباب قوية تستحق أن يواصل الذهب صعوده.
من الناحية الفنية، بهذا التراجع الشرس يعود الذهب لنطاقه العرضي طويل الأجل بين مستوي المقاومة 2070 ومستوي الدعم 1700. والإغلاق الوهمي أعلى الحد الاقصي ما هو إلا ردة فعل على إغلاق وهمي سابق عند الحد الأدني للقناة العرضية ذاته في وقت سابق.
وبالتالي تتحول الرؤية للذهب على الاجل المتوسط إلى رؤية سلبية. لأن عدم القدرة على تجاوز الحد الأقصي للقناة العرضية يعني أن الذهب سيبدأ رحلته إلى الجنوب نحو الحد الأدني للقناة العرضية. وأول إشارة لبيع الذهب تبدأ بكسر مستوي الدعم 2000 لأسفل.
عند تحقق هذا الشرط سيكون ثيران الذهب تخلوا عن حيازة الذهب ربما للبحث عن أصول للمخاطرة ذات احتمالية ارباح محتملة ونرجح أنه البيتكوين، أو أنها ستبحث عن ملاذ آمن أخر رخيص ونعتقد أنه الين.