يتسم زوج (USD/CAD) بعلاقة ديناميكية خاصة تجمع بين قوة الاقتصاد الأمريكي وتأثير أسعار النفط على الدولار الكندي. وعلى مدار العامين الماضيين، استقرت تحركات الزوج في نطاق عرضي واضح، مع مقاومة قوية عند مستوى 1.39 ودعم ملحوظ عند 1.3150. هذا النطاق يعكس حالة من التوازن النسبي بين العملتين، حيث تعتمد التحركات الرئيسية على أداء العوامل الاقتصادية الأساسية في كل من الولايات المتحدة وكندا.
في الوقت الحالي، يقترب الزوج من مستوى المقاومة 1.39، وهو الحد الأعلى الذي استمر في صد محاولات الكسر على مدار عدة أشهر. هذا الارتفاع في قيمة الدولار الأمريكي يعود إلى عدة عوامل، أبرزها قوة الاقتصاد الأمريكي، الذي أظهر مرونة في مواجهة تحديات التضخم وسوق العمل. بالإضافة إلى ذلك، تراجع أسعار النفط، وهو عنصر أساسي في دعم الدولار الكندي، قد أسهم في تعزيز موقف الدولار الأمريكي مقابل الكندي. كندا، كدولة مصدرة للنفط، تتأثر بشكل كبير بأسعار الطاقة العالمية، وبالتالي فإن انخفاض أسعار النفط يُضعف الدولار الكندي، مما يساهم في دفع زوج (USD/CAD) نحو مستويات مرتفعة.
ومع أن الاتجاه الحالي يبدو صعودياً بشكل عام، خاصة مع استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي وضعف العوامل الداعمة للكندي، فإنه يجب على المتداولين توخي الحذر. مستوى 1.39 يُعتبر حاجزاً قوياً، ليس فقط على المدى القصير، بل أيضاً على المدى المتوسط والطويل. التحركات حول هذا المستوى قد تكون غير مستقرة، مما يزيد من احتمال حدوث انعكاسات مفاجئة.
من أهم الإجراءات التي ينبغي على المتداولين اتخاذها في هذه المرحلة هو جني الأرباح من صفقات الشراء المفتوحة. مع اقتراب الزوج من هذا المستوى الحاسم، فإن تقليل حجم الصفقات المفتوحة يمكن أن يكون قراراً حكيماً لتجنب المخاطر المرتبطة بالانعكاسات المحتملة. كما ينبغي على المتداولين مراقبة سلوك الزوج عند هذا المستوى عن كثب، حيث أن أي كسر واضح ومستدام لمستوى 1.39 قد يشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي نحو مستويات أعلى.
التأكيد الرئيسي الذي يجب متابعته في هذا السياق هو الإغلاق الأسبوعي فوق مستوى 1.39. الإغلاق الأسبوعي يُعتبر إشارة قوية لجدية الاتجاه وكسر المستوى الفني. إذا تحقق هذا الشرط، فقد يكون من المنطقي البحث عن فرص جديدة للشراء، حيث يمكن أن يشير إلى اتجاه جديد قد يأخذ الزوج نحو مستويات جديدة.
من ناحية أخرى، في حال فشل الزوج في تحقيق إغلاق مستدام فوق هذا المستوى، قد يكون ذلك إشارة إلى احتمالية تصحيح هبوطي، قد يعيد الزوج إلى مستويات الدعم الأدنى في النطاق العرضي الذي هيمن على تحركاته مؤخراً. وبالتالي، فإن التعامل بحذر خلال هذه الفترة الحاسمة سيكون عنصراً رئيسياً في إدارة المخاطر بشكل فعال.
بصفة عامة، يُظهر زوج (USD/CAD) في الوقت الحالي نمطاً واضحاً من القوة لصالح الدولار الأمريكي، ولكن تداخل العوامل الاقتصادية المتغيرة ووجود مستويات مقاومة قوية يستدعي من المتداولين التفكير بشكل استراتيجي في إدارة تداولاتهم.