واصلت أسعار الذهب تحقيق ارتفاعات جديدة، مقتربة من أعلى مستوياتها التاريخية التي سجلتها الأسبوع الماضي. هذا الارتفاع يأتي في ظل تزايد إقبال المتداولين على الذهب، مدفوعًا بتراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية خلال الليلة الماضية، وانخفاض قيمة الدولار نسبيًا أمام العملات الرئيسية الأخرى، مما يعزز جاذبية المعدن الثمين كاستثمار آمن في هذه الفترة.
يأتي هذا الاتجاه أيضًا مع زيادة الطلب على الملاذات الآمنة وسط حالة من عدم اليقين السياسي قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما يدفع العديد من المستثمرين للبحث عن أصول دفاعية تحفظ قيمتهم، ويعد الذهب أحد الخيارات المفضلة في مثل هذه الأوقات. وتبقى أسعار الذهب مدعومة عند مستوياتها الحالية، بفضل هذا الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، يتعامل المتداولون بحذر قبل صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الهامة بنهاية الأسبوع، والتي من شأنها التأثير على توقعات السوق. من بين هذه البيانات يأتي مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، والذي يعتبر من أهم مؤشرات التضخم التي يعتمد عليها بنك الاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى بيانات الناتج المحلي الإجمالي، وأرقام التوظيف في القطاعات غير الزراعية، التي تعتبر محورية في تقييم صحة الاقتصاد الأمريكي.
ستشكل هذه البيانات الرئيسية عاملاً حاسمًا في تحديد توجهات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في بداية نوفمبر. ويؤثر قرار الفيدرالي بشكل مباشر على أداء الدولار وسوق السندات، مما ينعكس بدوره على الذهب. فعادة ما يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار والسندات؛ إذ يعزز انخفاض عوائد السندات وقيمة الدولار من جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما يبرر إقبال المستثمرين عليه حاليًا.
فنياً يتحرك الذهب في اتجاه صاعد على كل المستويات الزمنية، وننصح المضاربين فقط بالاستمرار في المضاربة على صعود الذهب، ونعتقد أن تهدأت الشراء أو وقف الخسائر يكون رهين بتحقق إغلاقات يومية أسفل مستويات الدعم الأقرب 2750 - 2710.