شهدت الأسواق العالمية اضطرابات ملحوظة في الفترة الأخيرة، حيث ارتفعت قيمة الدولار الأمريكي فور الإعلان عن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. وبسبب العلاقة العكسية بين الذهب والدولار، شهد المعدن الأصفر تراجعات حادة، حيث انخفض من مستويات 2800 دولار للأونصة إلى حدود 2550 دولار. إلا أن الذهب وجد دعماً قوياً عند هذا المستوى وبدأ في استعادة عافيته تدريجياً.
يبدو أن المتداولين في الأسواق المالية أدركوا أن العوامل الجوهرية التي دفعت الذهب للصعود خلال العامين الماضيين ما زالت قائمة. فالتوترات الجيوسياسية، بدلاً من أن تخف، تزداد اشتعالاً. الصراع بين الغرب وروسيا يشهد تصعيداً جديداً، مع استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا وموافقة واشنطن على ضرب العمق الروسي، وهو ما دفع روسيا للتهديد بتعديل عقيدتها النووية.
إلى جانب ذلك، عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تعني عودة الحرب التجارية مع الصين، التي أعلنت استعدادها لردود موجعة على أي استفزاز أمريكي. وفي الشرق الأوسط، تتواصل التوترات مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ولبنان، مما يعزز الشعور بعدم الاستقرار العالمي.
في ظل هذه الأوضاع، فإن المحركات الأساسية للذهب لم تنطفئ. التراجعات الأخيرة التي شهدناها كانت على الأرجح عملية جني أرباح مؤقتة، حيث وجد الذهب دعماً قوياً عند مستوى 2550 دولار. فنياً، يشير التحليل إلى أهداف قريبة عند 2675 دولار و2800 دولار على الأجل القصير.
مع ذلك، تظل إشارات المتوسطات المتحركة لـ20 و40 يوماً أقل إيجابية، مما يجعل قرار استئناف الشراء مشروطاً بتحقيق إغلاق يومي أعلى مستوى المقاومة عند 2675 دولار. فقط حينها يمكن التأكد من استعداد السوق لدفع الذهب نحو مستويات جديدة وربما تحقيق أرقام قياسية.