ارتفعت أسعار الذهب في وقت سابق من تعاملات هذا الأسبوع لأعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث تجاوزت مستوى 220 دولار للأوقية، وسط احتمالات بمزيد من الصعود خلال الفترة المقبلة.
ومنذ منتصف فبراير وحتى اللحظة، زادت أسعار المعدن الأصفر بحوالي 11%، مدعومًا بالمشتريات القوية للبنوك المركزية للمعدن الأصفر، بالإضافة إلى الإقبال الواسع من قبل المستثمرين في ظل استمرار المخاطر والتوترات الجيوسياسية.
قال "شوكاي فان" المدير العالمي للبنوك المركزية لدى مجلس الذهب "دبليو جي سي" إن البنوك المركزية الكبرى اشترت كميات هائلة من الذهب في العامين الماضيين، مؤكدًا أنها ستظل مشتريًا قويًا خلال العام الحالي أيضًا.
وتصدر بنك الشعب الصيني تلك القائمة حيث كان أكبر مشتر للمعدن الأصفر في العام الماضي، وذلك نتيجة ضعف الاقتصاد بجانب الأزمة القوية التي شهدها قطاع العقارات، والتي دفعت المزيد من المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.
وبلغت مشتريات الصين من الذهب 224.88 طنًا، يليه البنك المركزي البولندي الذي وصلت مشترياته من الذهب إلى 130 طنًا في عام 2023، بسبب استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، مما دفع بولندا للبحث عن الأصول الآمنة.
وفي المركز الثالث جاءت سنغافورة بمشتريات بلغت 76.51 طنًا، يليها ليبيا بـ 30.01 طنًا، ثم الهند بمشتريات تصل لـ 16.22 طنًا، يليها العراق ثم قطر ثم الفلبين ثم قيرغيزستان بـ 12.25 و7.44 و7.1 و6.95 طنًا على التوالي.
في الوقت نفسه، استفاد الذهب من تراجع الدولار مقابل العملات الأجنبية الأخرى، وكذلك انخفاض عوائد السندات الأمريكية عقب قرار تثبيت أسعار الفائدة الأمريكية.
ويرى المحللون أن هناك فرصة لتحقيق المزيد من الصعود مع مواصلة البنوك المركزية شراء كميات هائلة من الذهب.
ويتوقع "أكاشا دوشي" رئيس أبحاث السلع الأساسية في أمريكا الشمالية لدى "سيتي ريسيرش" ارتفاع أسعار الذهب إلى 2300 دولار للأوقية في النصف الثاني من العام الجاري.
وعزز قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة في نهاية اجتماعه يوم الأربعاء الماضي، تلك الاحتمالات.
كما أن تعليقات المركزي الأمريكي أكدت خفض أسعار الفائدة بمقدار ثلاث مرات خلال العام الجاري، مما يعزز فرص الاستثمار في الذهب، حيث إن هناك علاقة عكسية بين أسعار الذهب ومعدلات الفائدة، فمع تراجع الفائدة يصبح الذهب أكثر جاذبية مقارنة مع الأصول الأخرى ذات الدخل الثابت مثل السندات.
وتشير توقعات السوق والمحللين إلى أن أغلب البنوك المركزية الكبرى ستتجه في النصف الثاني من هذا العام إلى تغيير سياستها النقدية، وستتخلى عن سياسة التشديد النقدي، وستبدأ تدريجيًا في خفض أسعار الفائدة، مما يدفع المستثمرون للاتجاه للمعدن الأصفر باعتباره أداة استثمارية جيدة ومُربحة، وبالتالي قد يشهد الذهب صعودًا قويًا.
ومن جانبها، قالت شركة الخدمات المالية "ماكواري" أن تصل أسعار الذهب في النصف الثاني من هذا العام إلى مستويات تاريخية جديدة، بفضل عمليات شراء كبيرة للعقود الآجلة.
من ناحية أخرى، من المتوقع على نطاق واسع أن يواصل الذهب ارتفاعه القياسي، في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية، مع تصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا الذي ازداد حدة خلال الفترة الأخيرة، مع استمرار الحرب في قطاع غزة، وعدم التوصل لاتفاق بشأن إنهاء الحرب حتى الآن.
كما أن الاضطرابات التي تشهدها حركة الملاحة في البحر الأحمر دفعت المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة وابتعدوا عن الأصول ذات المخاطر العالية، وبالتالي فإن فرص الاستثمار في الذهب خلال الفترة المقبلة تزداد بشكل كبير.