شهدت الأسواق المالية العالمية اليوم الجمعة تقلبات حادة وتحركات نشطة، مدفوعة بتطورات متسارعة على الساحتين الاقتصادية والسياسية، في مقدمتها تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب صدور بيانات أمريكية مؤثرة، على رأسها مؤشر أسعار المنتجين.
وقد انعكست هذه المستجدات بوضوح على أداء الدولار وأسعار السلع والمعادن والطاقة، بينما اتجه المستثمرون بكثافة نحو الأصول الآمنة تحسبًا لأي هزات إضافية.
واصل الدولار الأمريكي تراجعه للجلسة الثالثة على التوالي، متأثرًا بسلسلة من البيانات الاقتصادية السلبية، وعلى رأسها تراجع مؤشر أسعار المنتجين، الذي عزز المخاوف بشأن تباطؤ النمو، وزاد من ترجيحات الأسواق لقيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في وقت قريب.
وقد هبط مؤشر الدولار بنسبة 0.78% ليستقر عند مستوى 100.12 نقطة، وهو أدنى مستوى يسجله منذ أكثر من عامين، ما يعكس حالة الضعف التي يمر بها الاقتصاد الأمريكي حاليًا.
ارتفعت أسعار النفط بشكل لافت بعد أن صرّح وزير الطاقة الأمريكي، كريس رايت، بأن بلاده تمتلك القدرة على فرض قيود شديدة على صادرات إيران من النفط، مشيرًا إلى إمكانية تقليصها بالكامل.
وقد أثارت هذه التصريحات مخاوف من تراجع الإمدادات في الأسواق العالمية، ما دفع الأسعار إلى الصعود بشكل ملحوظ. وسجل خام برنت ارتفاعًا بنسبة 2.44% ليصل إلى 64.66 دولارًا للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 61.39 دولارًا للبرميل.
في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي بلغت ذروتها بعد إعلان بكين عن رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 125%، ازداد الإقبال على الذهب باعتباره أحد أهم الملاذات الآمنة في أوقات الاضطراب.
وقد ساهم هذا التوجه في دعم أسعار الذهب، التي ارتفعت بنسبة 1.95% لتصل إلى 3237 دولارًا للأوقية، مقتربة من حاجز 3300 دولار، في مستوى لم تبلغه منذ فترة طويلة.