أغلقت الأسواق المالية يوم الثلاثاء على تراجع حاد بعد أن فشل الانتعاش الأخير في استعادة الزخم، حيث كان المستثمرون والشركات يقيّمون تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة المفروضة على الشركاء التجاريين الرئيسيين.
فقد مؤشر داو جونز الصناعي 1.6%، بينما تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.2%، في حين انخفض مؤشر ناسداك المركب الذي يركز على الشركات التقنية بنسبة 0.4%. وكان هذا هو اليوم الثاني على التوالي من التراجعات الكبيرة والشاملة للأسواق الأمريكية، في وقت يزداد فيه القلق بشأن صحة الاقتصاد والشكوك حول تأثير السياسات التي تتبعها إدارة ترامب. وبذلك، يكون مؤشر S&P 500 وناسداك قد فقدا جميع المكاسب التي حققاها بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
في وقت لاحق، فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية طويلة الانتظار بنسبة 25% على كندا والمكسيك، بينما ضاعفت الرسوم على السلع المستوردة من الصين لتصل إلى 20%. وسارعت بكين وأوتاوا إلى الإعلان عن فرض رسوماً انتقامية على عدد من المنتجات، بينما أعلنت المكسيك أنها ستكشف عن تدابير جديدة يوم الأحد المقبل. وتدافع إدارة البيت الأبيض عن هذه الرسوم باعتبارها وسيلة لتحفيز الاستثمارات وخلق وظائف جديدة في قطاع التصنيع بالولايات المتحدة، بينما يخشى المستثمرون أن تؤدي هذه التدابير إلى زيادة التضخم، وتباطؤ النشاط الاقتصادي، وإلحاق الضرر بالشركات التي تمارس أعمالها على المستوى العالمي.
تراجعت أسهم شركة "تارجت" (TGT) بنسبة 3% بعد أن أعلنت عن أرباح تفوق التوقعات، لكنها حذرت من أن عدم اليقين لدى المستهلكين، بالإضافة إلى الشكوك حول الرسوم الجمركية، سيؤثران سلباً على نتائج الربع الحالي. كما تراجعت أسهم "بيست باي" (BBY) بنسبة 13% بعد أن نشرت الشركة نتائج فصلية قوية، لكنها أشارت إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى زيادة الأسعار، مما يضر بالمبيعات.
وانخفضت أسهم شركات السيارات، التي من المتوقع أن تتأثر بشدة بالرسوم الجمركية. فقد تراجعت أسهم شركة "ستيلانتس" (STLA)، المالكة لعلامتي جيب وكرايسلر، بنسبة تزيد عن 4%، كما انخفضت أسهم "جنرال موتورز" (GM) بأكثر من 4%، في حين هبطت أسهم "فورد" (F) بنحو 3%.
تصدر القطاع المالي انخفاضات مؤشر S&P 500 وسط الأجواء الاقتصادية غير المستقرة. فقد تراجعت أسهم بنك "بنك أوف أمريكا" (BAC) و"سيتي جروب" (C) بأكثر من 6%، كما هبطت أسهم "ويلز فارجو" (WFC) و"جي بي مورغان تشيس" (JPM) و"جولدمان ساكس" (GS) و"أمريكان إكسبريس" (AXP). وانخفض مؤشر القطاع المالي لمؤشر S&P 500 بنسبة 3.5%.
أما أسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، فقد سجلت أداءً مختلطاً يوم الثلاثاء. فقد تراجعت أسهم "تسلا" (TSLA) بنسبة أكثر من 4%، فيما هبطت أسهم "أبل" (AAPL) و"أمازون" (AMZN) و"ميتا" (META). في المقابل، ارتفعت أسهم شركة "نفيديا" (NVDA) بنسبة تقارب 2% بعد أن كانت قد فقدت نحو 9% في اليوم السابق، بينما شهدت أسهم شركات مثل "مايكروسوفت" (MSFT) و"ألفابت" (GOOG) و"برودكوم" (AVGO) زيادة في قيمتها.
وفي أوروبا، فقد تراجعت الأسهم الأوروبية خلال تعاملات الثلاثاء، بعدما أثار فرض رسوم جمركية أمريكية قلق المستثمرين، وسط مخاوف من أنها قد تعيد إشعال التضخم في الولايات المتحدة، وتؤدي إلى تصعيد حرب تجارية عالمية.
وعند إغلاق التداولات، تراجع المؤشر الأوروبي "ستوكس يوروب 600" بنسبة 2.15% عند 551 نقطة، بضغط من هبوط أسهم قطاعات الطاقة والسيارات والتكنولوجيا.
شهدت الأسواق الآسيوية يوم الثلاثاء، أداءً متباينًا. في اليابان، تراجع مؤشر نيكاي 225 بنسبة 0.40%، بينما ارتفع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 1.78%. في الصين، سجل مؤشر شنغهاي المركب ارتفاعًا بنسبة 0.54%، بينما تراجع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.25%. كما انخفض مؤشر S&P/ASX 200 في أستراليا بنسبة 0.65%.
توقعات الأسواق لأداء الأسهم العالمية اليوم الأربعاء
تُتوقع الأسواق العالمية اليوم الأربعاء، أداءً متباينًا في ظل التوترات الاقتصادية والتجارية. يُتوقع أن يستمر تحسن الأسهم في بعض الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة، بدعم من تراجع التضخم وأسعار الفائدة. ومع ذلك، قد تواجه الأسواق تحديات بسبب ارتفاع تقييمات بعض القطاعات، مثل التكنولوجيا. بالنسبة للـ SPDR S&P 500 ETF Trust (SPY)، تم تداول السهم بسعر 576.86 دولارًا، مع انخفاض طفيف بنسبة 0.01% مقارنة بالإغلاق السابق.
ما هو أداء السندات الأمريكية يوم أمس وما هي توقعات اليوم؟
ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات إلى 4.24% في التعاملات الختامية، مقارنة بـ 4.18% عند إغلاق اليوم السابق. وكان العائد قد انخفض إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر، حيث بلغ 4.11% صباح يوم الثلاثاء. يُعد العائد على سندات الخزانة لمدة 10 سنوات مؤشرًا مهمًا لأنه يؤثر على تكاليف الاقتراض، بما في ذلك قروض الرهن العقاري، وعادة ما ينخفض في ظل تدهور الظروف الاقتصادية.
من المتوقع أن يشهد سوق السندات الأمريكية اليوم الأربعاء، أداءً متباينًا. تشير التوقعات إلى أن عائد السندات لأجل 10 سنوات قد يرتفع إلى 4.25% بنهاية العام، مدعومًا بتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة، مما يجعل السندات خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن دخل ثابت. ومع ذلك، قد يظل منحنى العائد مسطحًا، مما قد يحد من تحقيق مكاسب كبيرة. يتعين على المستثمرين متابعة سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي والتطورات الاقتصادية عن كثب.
كيف تم تداول سعر البيتكوين يوم أمس؟
تم تداول البيتكوين مؤخرًا بسعر 87,300 دولار، مرتفعًا من 81,500 دولار في وقت سابق من اليوم، لكنه لا يزال أقل من المستوى الذي بلغه أمس والبالغ 95,000 دولار. وقد شهدت العملة المشفرة هذا الارتفاع بعد إعلان ترامب عن إنشاء احتياطي استراتيجي للعملات الرقمية، مما أدى إلى زيادة في قيمتها.
ماهي توقعات الأسواق لأداء البيتكوين اليوم؟
تتوقع الأسواق أن يشهد البيتكوين تقلبات سعرية، حيث قد يستمر في التحرك ضمن نطاق واسع. في ظل التطورات السياسية الأخيرة، مثل إعادة انتخاب ترامب وخطط الكونغرس لاعتماد البيتكوين كاحتياطي استراتيجي، قد يستمر الزخم الصعودي للعملة. ومع ذلك، ينبغي على المستثمرين الحذر من التقلبات العالية التي قد تؤثر على أدائه على المدى القصير.
كيف كان أداء كل من الذهب والنفط يوم أمس؟
ارتفعت عقود الذهب المستقبلية بنسبة 0.9% لتصل إلى 2,930 دولارًا للأوقية، بينما شهدت عقود خام غرب تكساس الوسيط انخفاضًا بنسبة 0.5% لتتداول عند 68.05 دولارًا للبرميل.
توقعات الأسواق لأداء الذهب والنفط اليوم
من المتوقع أن تتراجع أسعار النفط بسبب خطة أوبك+ لزيادة الإنتاج في أبريل، حيث بلغ سعر خام برنت 70.89 دولارًا للبرميل. أما الذهب، فيتوقع بعض المحللين ارتفاع أسعاره إلى 3000 دولار للأونصة بنهاية 2025، مدعومًا بالطلب المستمر من البنوك المركزية والتوترات الجيوسياسية، لكن تحديات مثل النمو الاقتصادي قد تؤثر على هذه التوقعات.
أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم الأربعاء
من المتوقع أن يظل الدولار الأمريكي قويًا، مع احتمال ارتفاع قيمته بنسبة 0.3% بفضل البيانات الاقتصادية الإيجابية والسياسات النقدية المتشددة. في المقابل، قد يشهد اليورو انخفاضًا بنسبة 0.2% بسبب القلق من التوترات السياسية في منطقة اليورو. أيضاً، يتوقع أن يشهد الجنيه الإسترليني تقلبات بنسبة تتراوح بين 0.1% إلى 0.4% نتيجة للبيانات الاقتصادية البريطانية.