تعيش الأسواق العالمية حالة من التقلبات الحادة بسبب المخاوف من التأثيرات السلبية الناتجة عن السياسات التجارية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تشمل فرض تعريفات جمركية واسعة على شركاء التجارة الأمريكيين. هذه التحركات أثارت قلق المستثمرين في أسواق الأسهم، السندات، والعملات، وكذلك في أسواق السلع مثل الذهب والنفط. مع استمرار هذه التوترات، تظل الأسواق تحت ضغط مع مخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي قد يؤثر بشكل كبير على النمو الاقتصادي. وفي هذا المقال، نستعرض أبرز تحركات الأسواق وتوقعات أدائها في ظل الظروف الحالية، مع التركيز على أسواق الأسهم الأمريكية والأوروبية، وأداء البيتكوين، السندات، النفط، الذهب، والفوركس. شهدت أسواق الأسهم يوم الاثنين، تقلبات حادة وسط استمرار الغموض بشأن السياسات التجارية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمسكه بتنفيذ خطط فرض تعريفات جمركية واسعة على شركاء التجارة الأمريكيين. حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.9%، ما يعادل نحو 350 نقطة، بعد أن سجل ارتفاعًا مفاجئًا بلغ 2.3% في وقت مبكر من الجلسة إثر تقارير غير مؤكدة، تم نفيها بسرعة من قبل البيت الأبيض، حول إمكانية تأجيل فرض معظم التعريفات. وشهدت الأسواق تقلبات كبيرة حيث تحرك مؤشر داو جونز بين أعلى وأدنى مستويات له بأكثر من 2500 نقطة في الساعة الأولى من الجلسة. أما مؤشر S&P 500 فقد تراجع بنسبة 0.2%، في حين سجل مؤشر ناسداك المركب ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1%، حيث اتسمت حركة جميع المؤشرات الرئيسية بتقلبات حادة أكبر من تلك التي شهدها مؤشر داو جونز. تأتي هذه التحركات في الأسواق بعد أسوأ أسبوع للأسواق منذ بداية جائحة كوفيد-19 في مارس 2020، حيث هبطت الأسهم بشكل حاد يومي الخميس والجمعة عقب إعلان ترامب عن خطط لفرض تعريفات جمركية شاملة على شركاء التجارة الأمريكيين. سجل مؤشر S&P 500 انخفاضًا بنسبة 10.5% خلال اليومين الأخيرين من الأسبوع الماضي، بينما فقد مؤشر داو جونز نحو 4000 نقطة. وتشمل التعريفات التي أعلن عنها الأسبوع الماضي فرض رسوم بنسبة 20% على الواردات من الاتحاد الأوروبي، و26% على الواردات من اليابان، و34% على الواردات من الصين. ومن المقرر أن تدخل هذه التعريفات حيز التنفيذ يوم الأربعاء، مع تهديد ترامب بفرض تعريفات إضافية بنسبة 50% على الصين إذا لم تُلغي الأخيرة رسومها الجمركية بحلول يوم الثلاثاء. وترى الإدارة الأمريكية أن هذه السياسات ضرورية لاستعادة التوازن التنافسي في التجارة العالمية وإعادة التصنيع وتوفير فرص العمل في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن سرعة واتساع هذه السياسات، بالإضافة إلى احتمال أن تقوم الدول الأخرى بالرد، كما فعلت الصين يوم الجمعة، أثارت مخاوف كبيرة بين الاقتصاديين والمستثمرين من إمكانية انزلاق الاقتصاد الأمريكي إلى الركود. على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم الشركات الكبرى مثل أبل (AAPL) بنسبة 3.7% في مقدمة الخاسرين من الشركات الكبرى بسبب القلق حول تأثير الحرب التجارية مع الصين على قطاع التكنولوجيا. كما انخفضت أسهم شركة تسلا (TSLA) بنسبة 2.6%، بينما شهدت أسهم مايكروسوفت (MSFT) انخفاضًا طفيفًا. من ناحية أخرى، سجلت أسهم شركات أشباه الموصلات مثل إنفيديا (NVDA) وبروادكوم (AVGO) ارتفاعات بلغت 3.5% و5.4% على التوالي. كما حققت شركات مثل أمازون (AMZN) وميتا (META) ارتفاعات تزيد عن 2%، في حين أضافت ألفابيت (GOOG) 1% إلى قيمتها السوقية. وفي أوروبا، فقد تراجعت الأسهم الأوروبية للجلسة الرابعة على التوالي عند إغلاق تعاملات الإثنين، مع تصاعد التوترات التجارية العالمية بعدما أعلن الرئيس الأمريكي نيته زيادة التعريفات الجمركية على الصين. هبط مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 4.5% إلى 474 نقطة عند الإغلاق، ليعمق خسائره منذ مطلع العام الجاري بنسبة 6.6%. توقعات الأسواق لأداء الأسهم العالمية اليوم الثلاثاء من المتوقع أن تظل الأسواق العالمية تحت ضغط في تعاملات اليوم الثلاثاء، بسبب استمرار التوترات التجارية الناجمة عن التعريفات الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي ترامب. وقد تشهد الأسواق الأمريكية مزيدًا من التقلبات، خاصة مع استمرار المخاوف بشأن تأثير السياسات التجارية على الاقتصاد الأمريكي. الأسواق الأوروبية قد تواجه ضغوطًا أيضًا بسبب تأثير الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية، بينما قد تتعرض الأسواق الآسيوية للتوترات ذاتها، خاصة الصين. في المقابل، قد يشهد قطاع التكنولوجيا بعض التراجع في أسهم الشركات الكبرى مثل أبل وتسلا، بينما قد يظهر استقرار نسبي في قطاعات مثل الطاقة والسلع الأساسية. ما هي أسباب انخفاض البيتكوين لما دون ٨٠ دولار؟ وما هي توقعات اليوم؟ سجلت أسهم شركة "استراتيجي" (MSTR)، المعروفة سابقًا باسم "مايكروستراتيجي" وأحد أكبر حائزي البيتكوين في العالم، تراجعًا كبيرًا بنسبة تقارب 9% بعد انخفاض سعر العملة الرقمية بشكل حاد. كان سعر البيتكوين قد أغلق عند حوالي 78,000 دولار مع نهاية جلسة التداول، وهو انخفاض ملحوظ من مستوى 84,000 دولار الذي كان قد وصل إليه يوم الجمعة بعد الظهر. كما هبطت العملة الرقمية إلى أدنى مستوى لها منذ الانتخابات الرئاسية في بداية نوفمبر الماضي، حيث وصلت إلى 74,400 دولار في الساعات الأخيرة من التداول. يعكس هذا الانخفاض تراجعًا في شهية المستثمرين للمخاطرة، مما دفعهم إلى تقليص تعرضهم للأصول عالية المخاطر مثل البيتكوين. من المتوقع أن يظل أداء البيتكوين اليوم الثلاثاء، تحت ضغوط البيع المستمرة بعد التراجع الأخير في سعره، حيث قد يستمر المستثمرون في تقليص تعرضهم للأصول عالية المخاطر وسط القلق الاقتصادي العام. إذا استمرت المخاوف من تقلبات الأسواق العالمية، فقد يشهد البيتكوين مزيدًا من الانخفاض، بينما قد يترقب المستثمرون أي إشارات على استقرار الأسواق أو تحول إيجابي في المعنويات لدفع العملة الرقمية نحو التعافي. أداء السندات الأمريكية يوم أمس الاثنين ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.20% بعد أن كانت قد تراجعت بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة وسط المخاوف المتزايدة من حدوث ركود اقتصادي. وكانت العوائد قد أغلقت عند 3.99% يوم الجمعة الماضي. في وقت سابق من يوم أمس، تم تداول العائد عند 3.87%، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر الماضي. توقعات أداء سوق السندات الأمريكية اليوم الثلاثاء من المتوقع أن يشهد سوق السندات الأمريكية اليوم الثلاثاء مزيدًا من التقلبات في ظل استمرار المخاوف بشأن الركود الاقتصادي. مع ارتفاع عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.20% بعد انخفاضها الحاد في الأسابيع الماضية، من المرجح أن يظل السوق حساسًا تجاه البيانات الاقتصادية والأخبار التي قد تؤثر على التوقعات الاقتصادية. كيف كان أداء كل من الذهب والنفط يوم أمس وما هي توقعات الأسواق لليوم؟ استمرت عقود النفط الخام في التراجع وسط تزايد المخاوف بشأن احتمال حدوث تباطؤ كبير في النشاط الاقتصادي العالمي. سجلت عقود غرب تكساس الوسيط، التي تعد المؤشر الأمريكي الرئيس، انخفاضًا بنسبة 1.6% لتصل إلى 61 دولارًا للبرميل، بعد أن بلغت أدنى مستوى لها في أربع سنوات حول 59 دولارًا. في ذات السياق، تراجعت عقود الذهب بنسبة 1.2% لتستقر دون مستوى 3,000 دولار للأونصة، وهو أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع. يعكس هذا التراجع في أسواق السلع الأساسية القلق العام من تباطؤ الاقتصاد العالمي، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على هذه السلع كملاذات آمنة. من المتوقع أن يظل أداء الذهب والنفط اليوم الثلاثاء تحت تأثير المخاوف الاقتصادية المتزايدة. قد يستمر النفط في التراجع بسبب القلق من تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي، مما يؤثر على الطلب على الطاقة. أما الذهب، فقد يظل في حالة حذر مع تراجع الطلب على السلع الآمنة وسط التوترات الاقتصادية، حيث قد يستمر في الانخفاض إلا إذا ظهرت مؤشرات على زيادة المخاطر الاقتصادية التي قد تعيد جذب المستثمرين إليه كملاذ آمن. أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم الثلاثاء من المتوقع أن يشهد سوق الفوركس اليوم الثلاثاء، تقلبات ملحوظة بسبب المخاوف من الركود العالمي وتأثيرات السياسات التجارية. قد يدعم الدولار الأمريكي بنسبة 0.5% إلى 1% كعملة آمنة وسط تزايد القلق من تدهور الاقتصاد، بينما قد يتعرض اليورو والجنيه الاسترليني لضغوط هبوطية بنحو 0.3% إلى 0.7%. العملات المرتبطة بالسلع مثل الدولار الكندي والأسترالي قد تتراجع بنحو 0.5% إلى 1% بسبب تراجع أسعار النفط والسلع الأساسية.