شهدت الأسواق العالمية يوم أمس الثلاثاء تقلبات حادة، حيث أغلقت الأسهم على انخفاض بعد تراجع كبير في اللحظات الأخيرة، ما أدى إلى محو المكاسب التي تم تحقيقها في وقت سابق. يعكس هذا التراجع المستمر القلق المتزايد بين المستثمرين بسبب التأثيرات المحتملة للرسوم الجمركية التي قد تفرضها إدارة الرئيس ترامب على عدد من الدول. كما تراوحت حركة أسواق السندات والسلع بين المكاسب والخسائر، مما يزيد من حالة عدم اليقين. في هذا السياق، يتوقع المحللون أن تستمر هذه التقلبات اليوم الأربعاء، مع استمرار تأثير المخاوف الاقتصادية على الأسواق العالمية. في هذا المقال، سنستعرض أبرز التوقعات لأداء الأسواق اليوم، بما في ذلك أسواق الأسهم، السندات، الفوركس، الذهب والنفط، بالإضافة إلى تأثير تحركات العملات الرقمية مثل البيتكوين. أغلقت الأسهم يوم أمس الثلاثاء على انخفاض حاد بعد تراجع حاد في اللحظات الأخيرة، مما أدى إلى محو المكاسب الكبيرة التي تم تحقيقها في وقت سابق. لا يزال المستثمرون يشعرون بالقلق بشأن التأثير المحتمل للرسوم الجمركية التي قد تفرضها إدارة ترامب. حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.8%، بما يعادل حوالي 300 نقطة، بعد أن ارتفع نحو 1500 نقطة في وقت سابق من أمس. أما مؤشرا S&P 500 وناسداك المركب، اللذان سجلا زيادة تفوق 4% في وقت مبكر من اليوم، فقد أغلقا على انخفاض بلغ 1.6% و2.2% على التوالي. وكان المستثمرون قد شهدوا جلسة تداول متقلبة يوم الاثنين، حيث تراوحت المؤشرات بين خسائر كبيرة ومكاسب ضخمة، قبل أن تنتهي الجلسة دون تغيير يذكر. كانت الأسهم قد شهدت أسوأ أسبوع لها في خمس سنوات الأسبوع الماضي، نتيجة لتفاعل المستثمرين مع خطط الرئيس ترامب لفرض رسوم جمركية شاملة على معظم البلدان، بما في ذلك الصين واليابان والاتحاد الأوروبي، التي من المتوقع أن تكون أكثر تأثراً بهذه الرسوم. الرسوم الجمركية "المقابلة"، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ منتصف الليل، تهدف إلى استعادة التوازن التنافسي وجذب التصنيع والوظائف إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك، يعرب الاقتصاديون والمستثمرون عن قلقهم من أن هذه الضرائب على الواردات قد تؤدي إلى زيادة التضخم وتعطل النمو الاقتصادي. وقد تابع المستثمرون عن كثب التصريحات المتعلقة بالرسوم الجمركية من ترامب ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض، الذين لم يبدوا أي إشارات على التراجع عن خططهم، لكنهم أشاروا إلى أنهم بصدد التفاوض مع اليابان وكوريا الجنوبية وعدد من شركاء التجارة الرئيسيين. كما يترقب المشاركون في السوق ردود فعل الدول الأخرى تجاه هذه الرسوم، بعد أن قامت الصين يوم الجمعة بفرض رسوم انتقامية على الواردات من الولايات المتحدة. أما بالنسبة للأسهم الكبرى في قطاع التكنولوجيا، فقد كانت معظمها في حالة تراجع يوم الثلاثاء. فقد انخفضت أسهم شركة آبل بنسبة 5%، وهي التي تعرضت لضغوط كبيرة نتيجة المخاوف من اندلاع حرب تجارية مع الصين. كما تراجعت أسهم شركة تسلا بنسبة 5% أيضًا. كذلك، شهدت أسهم شركات مثل مايكروسوفت (MSFT) وإنفيديا (NVDA) وأمازون (AMZN) وألفابت (GOOG) وميتا بلاتفورمز (META) تراجعًا، في حين سجلت شركة برودكوم (AVGO) مكاسب بنسبة حوالي 1%.وفي أوروبا، فقد أغلقت الأسهم الأوروبية على ارتفاع للمرة الأولى في 5 جلسات، بدعم من قطاعي التأمين والسفر، رغم استمرار تفاقم مخاطر الحرب التجارية، مع تمسك البيت الأبيض بالرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها على أغلب دول العالم الأسبوع الماضي. وارتفع مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنسبة 2.7% إلى 486.91 نقطة عند الإغلاق، مع أداء إيجابي لأغلب القطاعات والبورصات الرئيسية.توقعات الأسواق لأداء الأسهم العالمية اليوم الأربعاء تتوقع الأسواق العالمية أن تشهد الأسهم اليوم الأربعاء تقلبات ملحوظة بسبب القلق المستمر حول تأثيرات الرسوم الجمركية التي قد تفرضها إدارة ترامب على العديد من الدول. مع تزايد المخاوف من تدهور العلاقات التجارية، قد تنخفض الأسهم في بعض القطاعات مثل التكنولوجيا. في المقابل، قد تساهم أي تصريحات إيجابية من مسؤولي الإدارة الأمريكية في دعم أسواق الأسهم. كيف كان أداء سوق السندات الأمريكية يوم أمس وما هي توقعات اليوم؟ شهد عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات، الذي تراجع بشكل حاد الأسبوع الماضي مع تصاعد المخاوف من احتمال حدوث ركود اقتصادي، ارتفاعًا مؤخرًا إلى 4.29%، مقارنةً بـ 4.16% في إغلاق أمس. وكان العائد قد تراجع إلى أدنى مستوياته منذ أكتوبر الماضي، حيث وصل إلى 3.87% يوم الإثنين. يعتبر هذا العائد مؤثرًا بشكل كبير على تكاليف الاقتراض، بما في ذلك القروض العقارية. بالنسبة لتوقعات اليوم الأربعاء، من المرجح أن يستمر العائد على السندات في التأثر بالتوترات الاقتصادية والمخاوف بشأن النمو، مما قد يضغط على أسواق الأسهم والعقارات. في حال استمرار ارتفاع العائد على السندات، قد يزداد القلق بشأن تكاليف الاقتراض، مما قد يؤثر على قرارات المستثمرين والمستهلكين على حد سواء.كيف أثر تراجع سهم استراتيجي على أداء البيتكوين؟ سجلت شركة "استراتيجي" (MSTR)، التي تُعد من أكبر حاملي البيتكوين والتي كانت تعرف سابقًا باسم "مايكروستراتيجي"، تراجعًا بنسبة 11% لتتصدر الخاسرين في بورصة ناسداك، وذلك بعد انخفاض سعر العملة الرقمية. كان سعر البيتكوين يتداول مؤخرًا عند 76,600 دولار، بعد أن بلغ أعلى مستوى له في وقت سابق عند 80,800 دولار. كما هبطت العملة الرقمية إلى أدنى مستوى لها يوم الاثنين عند 74,500 دولار. وما هي توقعات اليوم لأداء البيتكوين؟ بالنسبة لتوقعات اليوم، من المرجح أن يستمر سعر البيتكوين في التذبذب ضمن نطاق ضيق، مع التأثر بالعوامل الاقتصادية العالمية وقرارات المستثمرين. إذا استمر الضغط السلبي على السوق، فقد نشهد مزيدًا من الانخفاضات في سعر البيتكوين. ولكن في حالة حدوث أي تحركات إيجابية في السوق أو أخبار داعمة من المؤسسات المالية الكبرى، فقد يرتفع سعر العملة الرقمية مرة أخرى نحو مستويات أعلى. كيف كان أداء الذهب والنفط يوم أمس الثلاثاء؟ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.8% لتصل إلى حوالي 2,995 دولار للأوقية، في حين تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي (غرب تكساس الوسيط) بنسبة 4.2% لتسجل 58.20 دولارًا للبرميل، لتتداول عند أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات وسط مخاوف من تباطؤ النمو العالمي. توقعات الأسواق اليوم لأداء الذهب والنفطتتوقع الأسواق أن يواصل الذهب تداولاته الإيجابية، حيث ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.8% لتصل إلى 2,995 دولار للأوقية. من جهة أخرى، قد يظل النفط تحت الضغط، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4.2% لتصل إلى 58.20 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ أربع سنوات، وسط المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي الذي يؤثر على الطلب على الطاقة.أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم الأربعاء تتوقع الأسواق اليوم الأربعاء أن يشهد سوق الفوركس تقلبات ملحوظة، حيث قد يظل الدولار الأمريكي قويًا بفضل احتمالية استمرار رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. من المتوقع أن يواجه اليورو والجنيه الاسترليني ضغوطًا بسبب المخاوف من تباطؤ النمو في منطقة اليورو وبريطانيا، مع احتمالية تراجع الجنيه بنسبة تصل إلى 0.5% إلى 1% مقابل الدولار. أما الين الياباني، فمن المتوقع أن يواصل التراجع بنسبة قد تصل إلى 0.3% أمام الدولار، بسبب السياسات النقدية المتساهلة لبنك اليابان.