أصبحت شركة البرمجيات "مايكروستراتيجي" مصدر إلهام للعديد من الشركات حول العالم لتبني نهج الاستثمار في العملات المشفرة، خاصة البيتكوين، بدلاً من الاحتفاظ بالنقد. هذا التحول يأتي في إطار سعي الشركات لتعزيز قيمة أسهمها وتعظيم عوائد استثماراتها.
وفقًا للبيانات التي نقلتها "فاينانشال تايمز" عن شركة الأمن الرقمي "كوين كايت"، فإن هناك 78 شركة مدرجة في أسواق المال حول العالم قد تبنت استراتيجية مشابهة لتلك التي اعتمدتها "مايكروستراتيجي".
وهذه الشركات تشمل مجموعة متنوعة من القطاعات مثل الأدوية وغيرها من الصناعات، التي اختارت شراء العملات المشفرة والاحتفاظ بها كبديل للنقد.
وكانت بداية هذه الموجة في عام 2020، عندما بدأ "مايكل سيلور"، مؤسس "مايكروستراتيجي"، في شراء البيتكوين بشكل مكثف، متوقعًا أن تواصل العملة المشفرة ارتفاعها في القيمة. هذا التوجه استمر في التوسع، حتى أصبحت "مايكروستراتيجي" اليوم أكبر حائز للبيتكوين على مستوى العالم، حيث تبلغ قيمة حيازاتها حوالي 87 مليار دولار. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحيازات من البيتكوين تفوق تقريبًا ضعف القيمة السوقية للشركة نفسها.
وفي المقابل، بلغ الاحتياطي النقدي للشركة في نهاية سبتمبر نحو 46 مليون دولار فقط.
وتبنت العديد من الشركات هذا النموذج، مع إعلان شركة "KULR" في ديسمبر عن خططها لتخصيص 90% من فائضها النقدي لشراء البيتكوين. الشركة التي تستخدم منتجاتها في إدارة الطاقة الحرارية لوكالة "ناسا"، قد قامت بالفعل بشراء 510 وحدات من البيتكوين، بما يعادل حوالي 51 مليون دولار. ونتيجة لهذه الخطوة، شهدت أسهم "KULR" زيادة ملحوظة بلغت نحو أربعة أضعاف بحلول نهاية ديسمبر.
إضافة إلى ذلك، قامت شركة "سيملير ساينتيفك" للتكنولوجيا الطبية بشراء 871 وحدة من البيتكوين مقابل 88.5 مليون دولار باستخدام سندات قابلة للتحويل.
وقد انعكس هذا التوجه الإيجابي على أداء أسهم الشركة، التي ارتفعت بنسبة تقارب 120% منذ اتخاذها قرار تحويل البيتكوين إلى أصل رئيسي في محفظتها الاستثمارية.
في الختام، يعكس هذا الاتجاه المتزايد نحو شراء البيتكوين والاستثمار في العملات المشفرة كبديل للنقد تحولًا في استراتيجيات الشركات الكبرى في مختلف الصناعات. هذه الشركات تؤمن بأن البيتكوين لا يعد فقط وسيلة لتخزين القيمة، بل أداة استراتيجية يمكن أن تساهم في تعزيز العوائد المالية وزيادة قيمة الأسهم على المدى الطويل.