أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات يوم الجمعة على أداء متباين، إذ توقفت الأسواق لالتقاط الأنفاس بعد موجة صعود قوية أوصلت المؤشرات الرئيسية إلى مستويات قياسية خلال الأسابيع الأخيرة.
سجل مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% بعدما لامس مستوى قياسيًا جديدًا في الدقائق الأولى من الجلسة لأول مرة منذ ديسمبر الماضي.
مدعومًا بقفزة قوية لسهم شركة "يونايتد هيلث" بلغت 12% عقب إعلان شركة "بيركشاير هاثاواي" التابعة لوارن بافيت عن استحواذها على حصة في شركة التأمين الصحي التي تعاني ضغوطًا.
وبالرغم من المكاسب، أنهى المؤشر الجلسة على بعد 68 نقطة فقط من إغلاق تاريخي جديد.
في المقابل، تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3% بعد ثلاثة إغلاقات قياسية متتالية، كما هبط مؤشر ناسداك المركب ذو الثقل التكنولوجي بنسبة 0.4%.
ورغم التراجع في ختام الأسبوع، إلا أن المؤشرات الثلاثة سجلت مكاسب أسبوعية؛ إذ ارتفع ستاندرد آند بورز وناسداك بنحو 1%، بينما أضاف داو جونز 1.7%، لتكون هذه هي المكاسب الأسبوعية الثانية على التوالي بدعم من توقعات المستثمرين بخفض الفائدة من جانب الفيدرالي.
ويترقب المستثمرون كلمة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الجمعة المقبلة خلال ندوة "جاكسون هول" التي تجمع كبار محافظي البنوك المركزية حول العالم.
وجاء ذلك بعد بيانات متباينة بشأن أسعار المستهلكين والتضخم بالجملة، والتي أظهرت تأثيرات متفاوتة للرسوم الجمركية المفروضة على الاقتصاد.
وكان باول قد أكد في وقت سابق أن الفيدرالي بحاجة لمزيد من البيانات قبل اتخاذ قرار بتعديل سياسته النقدية.
قطاع أشباه الموصلات تعرض لضغوط واضحة، حيث هبط سهم "أبلايد ماتيريالز" بنسبة 14% بعد توقعات ضعيفة، وتراجع سهم "كيه إل إيه كورب" 8% و"لام ريسيرش" 7%، مما دفع مؤشر "PHLX" لأشباه الموصلات إلى الهبوط بأكثر من 2%.
في المقابل، ارتفع سهم "إنتل" بنحو 3% بعد تقارير تفيد بأن إدارة ترامب تدرس الاستحواذ على حصة في الشركة لدعمها. أما أسهم "إنفيديا" و"برودكوم" فتراجعت 0.9% و1.6% على التوالي.
أسهم التكنولوجيا الكبرى اتسمت بالتباين؛ حيث انخفضت "تسلا" 1.5%، بينما تراجعت "مايكروسوفت" و"آبل" بشكل طفيف، في حين ارتفعت "أمازون" و"ميتا" و"ألفابت" بشكل محدود.
قطاع التأمين الصحي كان من بين الرابحين، إذ ارتفعت أسهم "سنتين" 6% و"مولينا هيلث كير" و"إليفانس هيلث" بنحو 5% لكل منهما، مستفيدة من الصعود القوي لأسهم "يونايتد هيلث".
على صعيد العملات والسلع، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.4% إلى مستوى 97.85، وهو الأدنى في ثلاثة أسابيع. في المقابل، ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى 4.32% مقارنة بـ4.29% في الجلسة السابقة، ليستمر في الصعود بعد بيانات التضخم بالجملة.
أما النفط الخام (نايمكس) فتراجع بنسبة 1.3% مسجلاً 63.15 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ مطلع يونيو، فيما استقرت أسعار الذهب قرب 3380 دولارًا للأوقية.
أما بيتكوين، فقد تراجعت إلى 117,300 دولار في تعاملات ما بعد الظهيرة، بعد أن سجلت قمة تاريخية عند 124,500 دولار يوم الخميس قبل أن تفقد جزءًا من مكاسبها الحادة.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الاثنين
تشير توقعات اليوم إلى استمرار الحذر في الأسواق العالمية بانتظار أي تصريحات جديدة من مسؤولي الفيدرالي قد تؤثر على اتجاهات السياسة النقدية.
بينما من المرجح أن تظل أسهم شركات التكنولوجيا تحت ضغط من مخاوف الرسوم الجمركية على الرقائق. في المقابل، قد يستفيد قطاع الرعاية الصحية من عمليات شراء إضافية بعد الأداء القوي الأسبوع الماضي.
وعلى صعيد العملات والسلع، يتوقع استمرار الضغوط على الدولار مع مراقبة تحركات عوائد السندات، في حين قد يشهد الذهب والنفط تداولات متقلبة في ظل حالة الترقب العالمية.