قفزت القيمة السوقية لاحتياطيات الذهب المملوكة لوزارة الخزانة الأمريكية إلى مستويات غير مسبوقة، متجاوزة حاجز التريليون دولار، وذلك بعد الارتفاع التاريخي لأسعار المعدن الأصفر عالميًا. هذا الرقم الجديد يزيد بنحو 90 ضعفًا عن التقديرات الرسمية المسجلة في الميزانية الأمريكية، التي لا تزال تحتسب الذهب عند السعر الثابت المعتمد منذ نصف قرن تقريبًا.فقد تجاوزت أسعار الذهب الفورية خلال تعاملات الإثنين مستوى 3820 دولارًا للأوقية، لترسخ مكاسبها القوية منذ بداية العام بنسبة تقارب 45%.وعلى الرغم من هذه القفزة، ما زالت وزارة الخزانة الأمريكية تقيّم احتياطياتها البالغة أكثر من 260 مليون أوقية عند سعر 42.22 دولار للأوقية، وهو السعر الذي حدده الكونجرس في عام 1973. وبهذا التقييم القديم، تبلغ قيمة الاحتياطيات نحو 11 مليار دولار فقط، وهو رقم بعيد تمامًا عن قيمتها السوقية الحالية.ويعكس هذا الارتفاع القياسي للذهب تزايد اندفاع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، مدفوعًا بالاضطرابات التجارية المستمرة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، إلى جانب المخاوف المتنامية بشأن احتمال إغلاق جزئي للحكومة الأمريكية مع بداية أكتوبر. هذه العوامل مجتمعة عززت الطلب على الذهب كأصل دفاعي يحافظ على قيمته في أوقات عدم اليقين.وكانت التكهنات قد تجددت في وقت سابق من العام الجاري بشأن إمكانية إعادة تقييم احتياطيات الذهب الأمريكية وفقًا للأسعار الحالية، الأمر الذي كان سيؤدي إلى تغيير جذري في الميزانية الفيدرالية. غير أن وزير الخزانة، سكوت بيسنت، نفى وجود أي خطط عملية في هذا الاتجاه، مؤكدًا التزام الإدارة بالسعر الرسمي التاريخي المعتمد منذ عقود.