إيلي ليلي تتجاوز التريليون وفايزر تتعثر… تباين لافت في قطاع الدواء خلال 2025

إيلي ليلي تتجاوز التريليون وفايزر تتعثر… تباين لافت في قطاع الدواء خلال 2025

شهد قطاع الأدوية العالمي خلال عام 2025 تباينًا لافتًا في أداء أسهم كبرى الشركات، حيث برزت إيلي ليلي وجونسون آند جونسون في صدارة الرابحين، مقابل أداء ضعيف نسبيًا لكل من فايزر وميرك، ما يعكس اختلاف استراتيجيات النمو وتطور خطوط الإنتاج بين هذه الشركات العملاقة.

وحققت أسهم إيلي ليلي وجونسون آند جونسون مكاسب تقارب 40% لكل منهما على مدار العام، في حين تراجع سهم فايزر بنحو 6%، بينما سجل سهم ميرك ارتفاعًا محدودًا تجاوز 6% فقط، وسط ضغوط مرتبطة بآفاق منتجاتها الرئيسية.

وجاء الأداء القوي لإيلي ليلي مدفوعًا بالنجاح الكبير الذي حققته الشركة في سوق علاجات السمنة، وهو ما دفع قيمتها السوقية إلى تجاوز حاجز التريليون دولار، لتصبح أول شركة رعاية صحية تبلغ هذا المستوى.

وساهم الطلب القوي على دواء Zepbound القابل للحقن في تعزيز ثقة المستثمرين، إلى جانب التوقعات الإيجابية بشأن حصول الشركة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على عقارها الفموي orforglipron لفقدان الوزن، والمتوقع بحلول الربع الثاني من عام 2026 في حال الالتزام بالجدول الزمني المعلن.

في المقابل، واجهت فايزر عامًا صعبًا نتيجة تعثر عدد من مشاريعها الدوائية، لا سيما في مجال أدوية إنقاص الوزن، ما أثر سلبًا على أداء السهم.

وكانت الشركة قد دخلت في منافسة قوية مع نوفو نورديسك ضمن مزاد بلغت قيمته نحو 10 مليارات دولار للاستحواذ على شركة Metsera المتخصصة في تطوير علاجات السمنة، في محاولة لتعزيز موقعها في هذا السوق الواعد.

إلا أن التجربة أظهرت أن النجاح في مجال أدوية فقدان الوزن ليس مضمونًا دائمًا، وهو ما يتجلى في التراجع الحاد لسهم نوفو نورديسك بنحو 40% خلال العام، رغم ريادتها في هذا القطاع.

وفي المقابل، أثبتت جونسون آند جونسون أن النمو لا يقتصر على هذا المجال، حيث جاءت مكاسب سهمها مدعومة بتحسن أعمال الأجهزة الطبية، إلى جانب خطتها لفصل وحدة جراحة العظام.

كما تستعد الشركة للتقدم في أوائل عام 2026 بطلب موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على روبوت الجراحة Ottava، وهو ما يُعد أحد محركات النمو المستقبلية.

أما بالنسبة لشركة ميرك، فيرى بعض المحللين أن السهم قد يكون على أعتاب مرحلة تحول إيجابية خلال العام المقبل.

فقد قام إيفان ديفيد سيجيرمان، المحلل لدى BMO Capital Markets، برفع تصنيفه لسهم ميرك إلى “أداء متفوق” في ديسمبر، مشيرًا إلى وجود مجموعة من العوامل التي قد تدعم السهم على المدى المتوسط.

وأوضح سيجيرمان أن ميرك قادرة على تعويض ما يصل إلى 90% من ذروة مبيعات دواء Keytruda بحلول منتصف عام 2030، رغم اقتراب انتهاء فترة الحصرية لهذا الدواء في أواخر عام 2028، وهو العامل الذي شكل ضغطًا مستمرًا على السهم خلال الفترة الماضية.

وتعكس هذه التوقعات ثقة متزايدة في قدرة الشركة على إدارة مرحلة ما بعد فقدان الحصرية وتعويض الإيرادات من خلال منتجات جديدة.