.webp)
في خطوة فاجأت أسواق التكنولوجيا، خفّضت مايكروسوفت أهداف المبيعات الخاصة بحلول الذكاء الاصطناعي بعد أن عجزت وحدات رئيسية في الشركة، أبرزها Azure، عن بلوغ الأرقام المستهدفة خلال السنة المالية الماضية.
وأثار القرار غير المعتاد من عملاق البرمجيات تساؤلات حول واقع الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في ظل توقعات سابقة كانت ترسم مسارًا تصاعديًا بلا توقف.
وتشير المعطيات إلى أن التباطؤ الحالي في تبنّي المؤسسات للحلول الذكية يقف خلف هذه المراجعة، إذ تعاني الشركات من تكاليف تشغيل مرتفعة، وقيود متشددة حول أمن البيانات، إضافة إلى بطء ملحوظ في تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي داخل بيئات العمل المعقدة.
ويرى محللون أن مايكروسوفت اضطرت إلى تعديل توقعاتها لتتماشى مع واقع سوق بات يقيّم العائد الحقيقي من الاستثمار بدل الانجراف وراء موجة الحماس.
ولكن لم تنتظر الأسواق طويلًا قبل الرد، حيث تراجع سهم مايكروسوفت في بداية تداولاته بنسبة 1.8%، ثم اتسع الهبوط إلى 2.3%، ما عكس قلق المستثمرين من أي إشارات على تباطؤ في قطاع يعتبره الكثيرون محرك النمو الأبرز للشركة خلال العامين الماضيين.
ورغم النظرة السلبية قصيرة المدى، يرى خبراء أن هذه الخطوة قد تمثّل تمهيدًا لإعادة ترتيب داخلية أكثر واقعية تسمح للشركة بالعودة إلى مسار نمو مستقر في الفصول القادمة.
فخفض الأهداف قد يمنح مايكروسوفت مساحة لإعادة ضبط أولوياتها، وتطوير منتجات أكثر نضجًا، ودفع المؤسسات نحو تبنّي حلول تتسم بالفعالية والكلفة المناسبة، بدل الاعتماد على وعود تقنية لم تنضج بالكامل بعد.
وبينما تبقى ردود الفعل متباينة، من الواضح أن مايكروسوفت تستعد لمرحلة جديدة في سباق الذكاء الاصطناعي، مرحلة قد تتحدد ملامحها بناءً على قدرة الشركة على تحويل التحديات الراهنة إلى انطلاقة أكثر صلابة.


.webp)




