
سجل سهم شركة "سيسكو سيستمز"، التي كانت واحدة من رواد ثورة الإنترنت في التسعينيات، إغلاقًا قياسيًا جديدًا لأول مرة منذ أكثر من 25 عامًا، مستفيدًا جزئيًا من موجة الإنفاق المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأغلق السهم يوم الأربعاء عند 80.25 دولار، مرتفعًا بنسبة 0.9%، متجاوزًا بذلك أعلى مستوى له الذي سجله في 27 مارس 2000، والذي بلغ حينها 80.06 دولار.
يأتي هذا الإنجاز في سياق مقارنة المستثمرين بين ارتفاع أسهم الشركات الكبرى حاليًا، والتقلبات الهائلة التي شهدها السوق خلال فقاعة الإنترنت المعروفة باسم "دوت كوم".
وكان سهم "سيسكو" في أواخر التسعينيات جزءًا من أربع شركات رائدة ضمن مؤشر "ناسداك"، إلى جانب "مايكروسوفت" و"إنتل" و"ديل"، وجذبت هذه الشركات اهتمامًا استثماريًا هائلًا، حيث ارتفعت قيمتها السوقية بشكل مذهل.
وخلال العامين السابقين لعام 2000، شهد سهم "سيسكو" ارتفاعًا يقارب 600%، لتتجاوز قيمته السوقية حينها 500 مليار دولار.
لكن مع انفجار فقاعة الإنترنت، فقد السهم حوالي 90% من قيمته، ليتراجع إلى أدنى مستوى له عند نحو 60 مليار دولار في أواخر 2002، مما يعكس مدى التقلبات الهائلة التي شهدتها أسواق التكنولوجيا آنذاك.
منذ ذلك الحين، عادت "سيسكو" لتسجل صعودًا قويًا، حيث ارتفع السهم بنسبة تفوق 800% على مدار السنوات الماضية.
ومع ذلك، لا تزال قيمته السوقية الحالية، التي تبلغ نحو 300 مليار دولار، أقل بنحو 40% من ذروتها خلال فقاعة الإنترنت، ما يشير إلى أن الشركة لم تستعد بالكامل المكانة التي كانت تتمتع بها في بداية الألفية.
ويعكس الأداء الأخير لسهم "سيسكو" تفاؤل المستثمرين حيال مستقبل التكنولوجيا، ولا سيما مع الزخم المتزايد حول الذكاء الاصطناعي.
فقد سجل السهم ارتفاعًا بنحو 18% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وبأكثر من 35% منذ بداية عام 2025، مما يعكس دور الابتكارات الجديدة في إعادة إحياء القيمة السوقية للشركة بعد عقود من التحديات.







