سجلت شركة "سناب" انخفاضًا حادًا في قيمة سهمها بنسبة 15% خلال تداولات يوم أمس الثلاثاء، بعد إعلان نتائج الربع الثاني من العام، والتي كشفت عن أداء أقل من المتوقع على صعيد الإيرادات، رغم نمو عدد المستخدمين النشطين يوميًا.
وتركزت خيبة الأمل الرئيسية في تراجع متوسط الإيرادات العالمية لكل مستخدم، وهو مقياس أساسي يعكس فعالية المنصة في تحقيق العوائد من الإعلانات.
أظهرت البيانات أن "سناب" حققت إيرادات بلغت 1.34 مليار دولار، دون مستوى التوقعات البالغ 1.35 مليار دولار.
أما ربحية السهم، فقد سجلت خسارة قدرها 16 سنتًا، وهي غير قابلة للمقارنة مع تقديرات المحللين.
على الجانب الإيجابي، ارتفع عدد المستخدمين النشطين يوميًا على مستوى العالم إلى 469 مليونًا، متجاوزًا التقديرات التي توقعت 467 مليون مستخدم.
لكن متوسط الإيرادات العالمية لكل مستخدم (ARPU) بلغ 2.87 دولار، وهو أقل من التوقعات البالغة 2.90 دولار.
ويُعد هذا الانخفاض محبطًا خاصة في ظل تفوق بعض المنافسين مثل "ريديت"، الذي تمكن من تجاوز التوقعات في نفس المؤشر خلال موسم الأرباح الحالي.
في رسالة إلى المستثمرين، أوضح الرئيس التنفيذي إيفان شبيغل أن الشركة واجهت تحديات على مستوى الإيرادات نتيجة تحديث غير ناجح في نظام الإعلانات، بالإضافة إلى تأثيرات موسمية تتعلق بشهر رمضان.
وأضاف أن التحديث تسبب في فوز بعض الإعلانات بالمزادات بأسعار منخفضة بشكل غير مقصود، مما أثر سلبًا على العوائد.
وأكد أن "سناب" تراجعت عن هذا التعديل، وأن الأداء الإعلاني بدأ يتحسن تدريجيًا بعد أن أعادت الشركات المعلنة ضبط استراتيجيات عروضها.
رغم ذلك، حققت الشركة نموًا سنويًا في الإيرادات بنسبة 9%، لكن صافي الخسارة ارتفع إلى 262.6 مليون دولار مقارنة بـ 248.6 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي.
كما جاءت الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء (EBITDA) عند 41 مليون دولار، أقل من توقعات المحللين البالغة 53 مليون دولار.
بالنسبة لتوقعات الربع الثالث، رجّحت "سناب" أن تتراوح الإيرادات بين 1.475 مليار و1.505 مليار دولار، متجاوزة قليلاً متوسط توقعات السوق.
كما أشارت إلى أن الأرباح التشغيلية المعدّلة ستتراوح بين 110 ملايين و135 مليون دولار، وهي أرقام تفوق ما كان يتوقعه المحللون.
ومن المتوقع أيضًا أن يرتفع عدد المستخدمين النشطين يوميًا إلى 476 مليون مستخدم، مما يعكس نموًا مستمرًا في قاعدة المستخدمين رغم التحديات المالية.
على صعيد الاشتراكات، لفت شبيغل إلى أن خدمة Snapchat+ المدفوعة اقتربت من الوصول إلى 16 مليون مشترك في الربع الثاني، بزيادة سنوية قدرها 42%.
وقد سجلت هذه الفئة من الإيرادات نموًا بنسبة 64% لتصل إلى 171 مليون دولار، مما يجعلها من أبرز مصادر الدخل الجديدة للشركة.
من جهة أخرى، ارتفعت المصروفات التشغيلية المعدّلة بنسبة 10% على أساس سنوي، لتبلغ 654 مليون دولار، مع سعي الشركة لتعزيز عملياتها التقنية والبنية التحتية.
وفي إطار إعادة هيكلة داخلية تهدف إلى تحسين كفاءة الفرق، قررت "سناب" نقل تبعية فرق التطبيقات الأساسية إلى رئيس قسم التكنولوجيا، بوبي ميرفي، فيما سيتبع فريق تسييل الإعلانات لرئيس شؤون الأعمال، أجيت موهان.
كما قرر شبيغل أن يتلقى تقارير مباشرة من رئيسي قسمي المعلومات وأمن المعلومات، مؤكدًا أن الهيكل التنظيمي الجديد سيوفر مرونة أكبر، ويعزز من قدرة الفرق على الابتكار.
وفي خطوة لافتة، أعلنت الشركة عن مغادرة نائب رئيسها الأول للهندسة، إريك يونغ، الذي انضم إلى "سناب" في عام 2023 قادمًا من "غوغل"، حيث من المنتظر أن يتوجه إلى فرصة مهنية جديدة خارج الشركة.
وبينما تسعى "سناب" لتجاوز التحديات الحالية في سوق الإعلانات الرقمية، تشير التغييرات الاستراتيجية التي أجرتها الشركة إلى نيتها في إعادة ضبط مسارها لتحقيق توازن أفضل بين النمو والربحية في الفترات المقبلة.