شهدت مؤشرات الأسهم الصينية تباينًا في ختام تعاملات يوم الثلاثاء، حيث تأثرت بالتصاعد المستمر في التوترات التجارية بين واشنطن وبكين. جاء ذلك في وقت ينتظر فيه المستثمرون بفارغ الصبر انعقاد الاجتماع السنوي لمجلس الشعب الصيني، الذي يُعد حدثًا هامًا لوضع الأهداف الاقتصادية للدولة.
مؤشر "سي إس آي 300" أنهى الجلسة مستقراً عند 3885 نقطة، بينما شهد مؤشر "شنغهاي المركب" ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.22% ليصل إلى 3324 نقطة. من جهة أخرى، سجل مؤشر "شنتشن المركب" صعودًا أكبر بنسبة 0.68% إلى 2046 نقطة.
التحركات السوقية جاءت في ظل زيادة حدة الصراع التجاري بين الصين والولايات المتحدة، بعد أن رفعت الإدارة الأمريكية الرسوم الجمركية على كافة الواردات الصينية إلى 20%، في خطوة ردت عليها بكين بتعريفات تصل إلى 15% على بعض المنتجات الأمريكية، بما في ذلك الحاصلات الزراعية.
من جهته، أشار "يانج تينجوو" نائب المدير العام لشركة "تونجهينج إنفستمنت" إلى أن السوق الصينية تبقى محصنة ضد التأثيرات السلبية لهذه الرسوم، بفضل القوة العسكرية والمالية المتزايدة التي تدعم أصول الصين. كما أضاف أن الصين أصبحت أقل اعتمادًا تجاريًا على الولايات المتحدة، ما يجعل تأثير الرسوم الجمركية أقل حدة.
وفي الوقت نفسه، أكد "تشارلز وانج" مؤسس شركة "دراجون كابيتال" أن الحرب التجارية سيكون لها تداعيات سلبية على الولايات المتحدة، لكن لن يكون لها تأثير كبير على أسواق الأسهم في الصين وهونغ كونغ. كما أشار إلى أن الاقتصاد الصيني بدأ يتعافى، ومن المتوقع أن تتبنى الحكومة الصينية سياسات اقتصادية داعمة قد تعزز الاستقرار الاقتصادي.
تلقت الأسواق الصينية دعمًا في جلسة اليوم من أسهم بعض القطاعات، مثل الدفاع التي ارتفعت بنسبة 3.58%، والذهب الذي صعد بنسبة 2.34%، وكذلك قطاع الزراعة الذي سجل ارتفاعًا بنسبة 0.77%.
وفيما يخص سعر الصرف، تراجعت العملة الأمريكية مقابل اليوان الصيني بنسبة 0.17% في سوق المعاملات الفورية، حيث بلغ سعر الدولار 7.2753 يوان.
تستمر الأنظار الآن على الاجتماع السنوي لمجلس الشعب الصيني الذي سيعقد غدًا، حيث من المتوقع أن تعلن الحكومة الصينية عن مستهدفاتها الاقتصادية للعام الحالي، مع التوقعات بالإبقاء على هدف النمو الاقتصادي حول 5%.