شهدت أسهم شركتي "نوفو نورديسك" الدنماركية و"إيلي ليلي" الأميركية تراجعًا حادًا، بعد تصريحات مفاجئة أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن أسعار أدوية السكري والسمنة، في مقدمتها دواء "أوزيمبيك"، الذي تنتجه "نوفو نورديسك".
خلال مؤتمر صحفي نُقل عن طريق وكالة "بلومبرج"، صرّح ترامب أن سعر دواء "أوزيمبيك" الشهري – الذي يُستخدم بشكل أساسي لعلاج السكري من النوع الثاني، ويشتهر أيضًا باستخدامه في إنقاص الوزن – قد ينخفض إلى 150 دولارًا فقط للجرعة الشهرية.
يأتي ذلك في وقت يبلغ فيه سعر الدواء حاليًا في الولايات المتحدة حوالي 1000 دولار، ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن احتمالات فرض قيود تسعيرية حكومية أو ضغوط تنظيمية قد تؤثر على هوامش ربح الشركات المنتجة.
وأكد ترامب أن أسعار هذا النوع من الأدوية ستشهد "انخفاضًا كبيرًا قريبًا"، دون توضيح تفاصيل أو خطة تنفيذ واضحة، الأمر الذي زاد من حالة عدم اليقين في السوق بشأن مستقبل أرباح شركات الأدوية المتخصصة في هذا المجال.
تأثرت الأسواق مباشرة بتلك التصريحات، حيث تراجع سهم "نوفو نورديسك" بنسبة 6.22% عند الساعة 12:37 ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة، مسجلًا أكبر خسارة يومية منذ أغسطس الماضي.
وتُعد الشركة أحد أكبر منتجي أدوية علاج السكري والسمنة على مستوى العالم، وتعتمد بشكل كبير على مبيعات "أوزيمبيك" وأدوية أخرى مشابهة في تحقيق إيراداتها.
في المقابل، شهد سهم "إيلي ليلي" الأميركية انخفاضًا بنسبة 4.54% في تعاملات ما قبل افتتاح بورصة نيويورك، ليصل إلى 782.12 دولارًا.
وتنتج الشركة بدورها مجموعة من الأدوية المشابهة، أبرزها دواء "مونجارو" المستخدم أيضًا في علاج السمنة والسكري، وهو ما جعلها عرضة لتأثير مماثل بسبب المخاوف من ضغوط سياسية محتملة على الأسعار.
تعكس هذه التحركات في السوق مدى حساسية أسهم شركات الأدوية لتصريحات القادة السياسيين، خاصة عندما تتعلق بمسائل التسعير أو السياسات الصحية، حيث يمكن أن تؤثر حتى التلميحات غير الرسمية على القيمة السوقية لهذه الشركات بشكل كبير.