تواصل أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ارتفاعها للجلسة السادسة على التوالي، في أطول سلسلة مكاسب يومية تشهدها القارة منذ أكثر من عام، وسط تصاعد الطلب الآسيوي على الغاز المسال، بالتزامن مع موجات حر شديدة ترفع من استهلاك الطاقة في كل من آسيا وأوروبا.
وفي تعاملات الإثنين، صعدت العقود الآجلة للغاز الهولندي – المؤشر المرجعي للسوق الأوروبية – تسليم أغسطس بنسبة 1.8% لتسجل 36.21 يورو لكل ميجاواط/ساعة.
ويأتي هذا الزخم الصعودي بدعم من نشاط لافت في مشتريات الغاز الطبيعي المسال في شمال آسيا، حيث تشهد دول مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية زيادة في الطلب لتغطية الاستهلاك الكهربائي المتنامي.
وقد تسبب هذا الطلب المتزايد في تحول بعض الشحنات بعيدًا عن أوروبا، مما دفع الدول الأوروبية إلى مواجهة منافسة أكبر على الشحنات المتاحة، ورفع الأسعار لضمان الإمدادات وتعزيز مستويات التخزين استعدادًا لفصل الشتاء.
ووفقًا لبيانات وكالة "بلومبرج"، بلغت مستويات تخزين الغاز تحت الأرض في أوروبا حوالي 63%، وهي نسبة أقل من المتوسط المعتاد في هذا الوقت من العام، ما يزيد من الضغط على الحكومات وشركات الطاقة لتعزيز المخزونات خلال الأسابيع المقبلة.
من جانبهم، توقع محللو بنك "جولدمان ساكس" في تقرير حديث أن تتمكن أوروبا من رفع مستويات التخزين إلى نحو 80% بحلول نهاية فصل الصيف، مشيرين إلى أن القارة لا تزال قادرة على جذب كميات كافية من الغاز المسال، رغم التحديات التنافسية المتزايدة من السوق الآسيوية.
ويعكس هذا الاتجاه صيفًا حارًا ليس فقط مناخيًا، بل أيضًا على صعيد أسواق الطاقة، مع استمرار التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين حول تدفقات الغاز من روسيا، ما يضيف المزيد من التعقيد إلى مشهد الطاقة في أوروبا.