الذهب يفقد مكاسبه مع تزايد الرهانات على خفض الفائدة الأمريكية

شهدت أسعار الذهب والفضة تراجعاً خلال تعاملات يوم الخميس، بعدما فقدت مكاسبها المبكرة، في ظل توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة المتمثلة في السندات الحكومية الأمريكية، وذلك مع تزايد التوقعات باقتراب البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي، من تبني سياسة تيسير نقدي خلال الفترة المقبلة.

وانخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة طفيفة بلغت نحو 0.10%، أي ما يعادل 3.2 دولار، لتستقر عند مستوى 3989.70 دولاراً للأوقية، بعد أن كانت قد سجلت ارتفاعاً بنسبة 0.72% في وقت سابق من الجلسة.

كما تراجعت العقود الآجلة للفضة تسليم ديسمبر بنسبة 0.57%، أو ما يعادل 27.2 سنتاً، لتصل إلى 47.75 دولاراً للأوقية.

وجاء هذا التراجع متزامناً مع انخفاض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات – وهو العائد القياسي في السوق – بمقدار 6.8 نقطة أساس ليبلغ 4.089%، في دلالة واضحة على ارتفاع الطلب على السندات الحكومية وسط حالة الحذر التي تسود الأسواق.

ويعزى هذا التحول في توجهات المستثمرين إلى البيانات الصادرة عن شركة "تشالنجر وجراي وكريسماس"، والتي أظهرت أن الشركات الأمريكية قامت بتسريح نحو 153.07 ألف موظف خلال شهر أكتوبر، بزيادة بلغت 183% مقارنة بالشهر السابق، وهو أعلى مستوى تسجلّه عمليات التسريح في مثل هذا الشهر منذ عام 2003.

وأثارت هذه الأرقام مخاوف من ضعف سوق العمل الأمريكي، ما عزز التوقعات بأن يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر في ديسمبر، لترتفع احتمالات هذا الخفض إلى 70.6% مقارنة بـ62% فقط في اليوم السابق.

وفي المقابل، حدّ من وتيرة تراجع أسعار المعادن النفيسة انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي – الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية – بنسبة 0.44% إلى 99.76 نقطة، بعد أن كان قد سجل في الجلسة السابقة أعلى مستوياته منذ أكثر من خمسة أشهر.