واصلت أسعار الذهب تراجعها بشكل حاد خلال تعاملات يوم الثلاثاء، متأثرة بتطورات التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، خاصة عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن كلاً من إيران وإسرائيل انتهكتا اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا.
وهذا التصريح زاد من الضبابية في الأسواق، ودفع المستثمرين لإعادة تقييم توقعاتهم بشأن اتجاهات الأصول الآمنة.
وتراجعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أغسطس بنسبة 1.77%، أي ما يعادل 60.10 دولارًا، لتسجل 3334.90 دولارًا للأوقية.
كما انخفض سعر التسليم الفوري للذهب بنسبة 1.45% أو ما يعادل 48.98 دولارًا ليصل إلى 3319.50 دولارًا للأوقية، في ظل تراجع الإقبال على المعدن النفيس مؤقتًا مع ترقب الأسواق لتصريحات جديدة قد تغيّر المزاج العام.
وفي سياقٍ متصل، تراجعت العقود الآجلة للفضة تسليم سبتمبر بنسبة طفيفة بلغت 0.23% لتصل إلى 36.45 دولارًا للأوقية، في حين خالف البلاتين الاتجاه ليسجل ارتفاعًا في سعره الفوري بنسبة 0.8% ليصل إلى 1308.09 دولارات للأوقية.
وجاء هذا التراجع في أسعار الذهب والفضة في وقت يشهد فيه مؤشر الدولار الأمريكي أيضًا تراجعًا، إذ انخفض بنسبة 0.42% إلى مستوى 98.00 نقطة، في انعكاس لحالة الترقب والحذر التي تسود أسواق العملات قبيل تصريحات هامة منتظرة.
ويترقب المستثمرون بشغف شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأمريكي في وقت لاحق اليوم.
والتي من المتوقع أن تسلط الضوء على مستقبل السياسة النقدية الأمريكية، لا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية والتباطؤ المحتمل في النمو الاقتصادي.
كما تترقب الأسواق صدور بيانات ثقة المستهلك الأمريكي الصادرة عن مؤسسة "كونفرانس بورد"، والتي قد تقدم مؤشرات إضافية حول المزاج العام للمستهلكين في الولايات المتحدة.
وفي تقرير صادر عن بنك "إيه إن زد" الأسترالي، توقّع المحللون أن تشهد أسعار الذهب استقرارًا نسبيًا في المدى القصير، لكنها قد تتجه نحو مستوى 3600 دولار للأوقية بحلول نهاية العام الجاري، في ظل استمرار حالة عدم اليقين واحتدام التوترات الجيوسياسية.
وأشار البنك إلى أن الأسعار مرشحة للتراجع تدريجيًا في عام 2026، بالتوازي مع تحسن التوقعات الاقتصادية وتراجع المخاوف المتعلقة بالتجارة العالمية.