أنهت أسعار الذهب تعاملات الثلاثاء على ارتفاع، وسط ترقب متزايد من قبل المستثمرين لاحتمالات تحول السياسة النقدية الأمريكية نحو التيسير خلال الأشهر المقبلة، في ظل مؤشرات تباطؤ في سوق العمل وتصاعد التوترات الاقتصادية على عدة جبهات.
وصعدت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.24%، ما يعادل نحو 8.3 دولارات، لتغلق عند مستوى 3434.70 دولار للأوقية، مستفيدة من تنامي التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بدءًا من اجتماعه المرتقب في سبتمبر.
وتعززت هذه التوقعات بعد صدور بيانات سوق العمل الأمريكية الأسبوع الماضي، والتي أظهرت تراجعًا في وتيرة التوظيف، الأمر الذي اعتبره المحللون إشارة إلى تراجع الزخم في الاقتصاد الأمريكي، ما قد يدفع الفيدرالي لتخفيف سياسته النقدية لمواجهة التباطؤ.
وفي تطور مفاجئ، أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة رئيسة مكتب إحصاءات العمل بدعوى التلاعب في بيانات التوظيف، حالة من القلق وعدم اليقين في أوساط المستثمرين، ما زاد من الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات.
في السياق ذاته، صعّد ترامب من خطابه التجاري بإعلانه عزمه فرض رسوم جمركية تصل إلى 250% على واردات الأدوية، ضمن حملة تستهدف تخفيض الاعتماد على المنتجات الأجنبية ودعم التصنيع المحلي، وهو ما زاد من توتر الأوضاع الاقتصادية العالمية ودفع المستثمرين إلى التحوط بالمعدن النفيس.
ويراقب المستثمرون عن كثب التحركات القادمة للفيدرالي، إضافة إلى المؤشرات الاقتصادية المقبلة، لتقييم مدى عمق التباطؤ المحتمل في الاقتصاد الأمريكي، خاصة مع استمرار التوترات التجارية والسياسية في التأثير على ثقة الأسواق.