سجلت أوروبا مستوى قياسيًا غير مسبوق في واردات الغاز الطبيعي المسال خلال شهر سبتمبر، وفقًا لبيانات مؤسسة البنية التحتية للغاز في أوروبا (GIE)، حيث واصلت محطات الاستقبال ضخ الإمدادات إلى شبكات النقل بمعدلات تاريخية.وبحسب البيانات، بلغ إجمالي تدفقات الغاز الطبيعي المسال من محطات الاستقبال إلى أنظمة نقل الغاز في الاتحاد الأوروبي نحو 11.4 مليار متر مكعب بنهاية سبتمبر، مسجلاً زيادة بنسبة 18% مقارنة بشهر أغسطس، وقفزة ضخمة قدرها 44% مقارنة بنفس الشهر من عام 2024.وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، تخطت تدفقات الغاز الطبيعي المسال إلى الشبكات الأوروبية 104 مليارات متر مكعب، بارتفاع 26% عن الفترة ذاتها من العام الماضي، لتسجل بذلك مستوى قياسيًا جديدًا يعكس تحولًا واضحًا في هيكلية إمدادات الطاقة داخل القارة.وتشير بيانات الشبكة الأوروبية لمشغلي أنظمة نقل الغاز (ENTSOG) حتى 29 سبتمبر إلى أن الغاز الطبيعي المسال أصبح المصدر الأول للغاز في أوروبا هذا العام، بحصة تبلغ 44.7% من إجمالي الإمدادات.في المقابل، جاءت الإمدادات من بحر الشمال – ولا سيما من النرويج – في المرتبة الثانية بحصة 29.6%، تليها الإمدادات القادمة من شمال إفريقيا بنسبة 10.3%.أما الإمدادات القادمة من الشرق، والتي تشمل الغاز الروسي والغاز المنقول عبر أوكرانيا، إضافة إلى السحب من المخزونات الأوكرانية، فقد بلغت حصتها 6.7% فقط.في حين شكلت الإمدادات القادمة من المملكة المتحدة 4.9% من الإجمالي، وجاءت حصة أذربيجان عند مستوى 3.9%.هذا الارتفاع الاستثنائي في واردات الغاز الطبيعي المسال يعكس بوضوح اعتماد أوروبا المتزايد على هذا المصدر لتعويض تراجع الإمدادات الروسية، إضافة إلى تعزيز أمن الطاقة في ظل التوترات الجيوسياسية وارتفاع الطلب مع اقتراب فصل الشتاء.