ضربت موجة هبوط جديدة سوق العملات الرقمية يوم الخميس، مع تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وازدياد القلق من استمرار التضخم، ما أدى إلى هروب جماعي للمستثمرين نحو الدولار وتراجع الأصول عالية المخاطر.
وخسرت عملات رئيسية مثل XRP وCardano (ADA) وSolana (SOL) أكثر من 1% خلال 24 ساعة، في حين سجلت Dogecoin (DOGE) أداءً ثابتًا يوميًا لكنها هبطت بأكثر من 10% خلال الأسبوع، لتخسر كامل مكاسبها من أوائل يونيو. أما Ether (ETH)، فتراجع بنسبة 0.7%، ما أزال مكاسبه الأخيرة بالكامل.
ورغم الأداء الضعيف للعملات، واصلت صناديق البيتكوين الفورية المتداولة في البورصة (Spot ETFs) جذب تدفقات استثمارية قوية، حيث تم تسجيل 389 مليون دولار من المشتريات الجديدة يوم الأربعاء. كما شهدت صناديق إيثريوم الفورية تدفقات إيجابية بلغت 19 مليون دولار، وفقًا للبيانات الأخيرة.
تأتي هذه التحركات في وقت حساس، إذ أفادت تقارير بأن واشنطن تدرس خيار ضربة عسكرية مباشرة ضد إيران، بالتزامن مع تحذيرات من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي حول استمرار التضخم لفترة أطول، ما زاد من قلق المستثمرين وأربك الأسواق.
وأكد رئيس الفيدرالي جيروم باول أن “الرسوم الجمركية والصراعات الدولية تعقّد جهود السيطرة على التضخم”، مشيرًا إلى أن تأثير هذه الرسوم “سينعكس مباشرة على المستهلك”، مضيفًا أن البنك المركزي بحاجة إلى “مزيد من البيانات” قبل اتخاذ قرار خفض الفائدة.
في هذه الأجواء القلقة، تعرضت العملات البديلة لخسائر حادة، كونها تُعتبر رهانات عالية المخاطر وسريعة التأثر بالتقلبات الجيوسياسية.
أما البيتكوين (BTC)، فرغم ارتفاعه بنسبة 13% منذ بداية العام بفضل تدفقات صناديق الاستثمار وضعف الدولار، إلا أنه فشل هذا الأسبوع في تأكيد دوره كملاذ آمن، وظل يتحرك في نطاق محدود دون اتجاه حاسم.