إفلاس "سيليكون فالي بنك"، ما هي أسباب الانهيار وما الذي ترتب عليه

إفلاس "سيليكون فالي بنك"، ما هي أسباب الانهيار وما الذي ترتب عليه
شهد قطاع الأسهم والمصارف في الولايات المتحدة حالة من الانهيار والخسائر الفادحة التي لاحقت به الأسبوع الماضي، عقب انهيار واحد من أكبر المصارف داخل الولايات المتحدة وهو سيليكون فالي بنك"SVB" الذي يعد الوجهة المفضلة للشركات الأميركية الناشئة في مجال التقنية، حيث تصدر عنوان "سيليكون فالي بنك" عناوين الأخبار وذلك بعد انهياره، تاركاً عملاءه ومستثمريه في وضع صعبللغاية.
وكانت أسهم البنوك حول العالم قد مرت بحالة من الانخفاض الكبير، على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي أكد خلالها أن النظام المالي في الولايات المتحدة "آمن"، ويأتي ذلك بعد أن اضطرت السلطات المعنية في الولايات المتحدة لحماية إيداعات العملاء عقب انهيار بنكي "سيليكون فالي" و بنك "سيغنيتشر"، وتعهد بايدن باتخاذ "كل ما يلزم" لحماية النظام المصرفي، لكن هناك مخاوف حيال إمكانية انهيار مقرضين آخرين متأثرين بتبعات انهيار هذين البنكين، مما أدى إلى هبوط حاد في أسهم بعض البنوك على مستوى العالم. 
ما هو سيليكون فالي بنك؟
تأسس بنك وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 1983، وتخصص في الأعمال المصرفية للشركات التقنية الناشئة.  
وقدم التمويل لما يقرب من نصف شركات التقنية والرعاية الصحية المدعومة من رأس مال المخاطرة الأميركي. كثيرون ممن هم خارج وادي السيليكون لم يسمعوا بالبنك، مع أنه يعتبر من بين أكبر 20 بنكتجاري داخل الولايات المتحدة، حيث بلغ إجمالي أصوله 209 مليارات دولار أميركي بحلول نهاية العام الماضي.
أسباب انهيار سيليكون فالي بنك
انهار بنك وادي السيليكون، الذي يواجه سحباً غير اعتيادي للودائعوأزمة في رأس المال، يوم الجمعة الموافق 10 مارس الجاري، وسيطر عليه المنظمون الفيدراليون، حيث وصف انهيار البنك بأنه أكبر فشل لبنك أميركي منذ انهيار مؤسسة (واشنطن ميوتشوال Washington Mutual التي كانت تعد كبرى الشركات الأميركية العاملة في مجال الادخار والإقراضوالتي انهارت أثناء الأزمة المالية العالمية عام 2008.
بدأ البنك في عملية الخسائر والانهيار، منذ أن بدأ الفيدرالي الأمريكي برفع معدلات الفائدة منذ العام الماضي، وذلك من أجل السيطرة على مستويات التضخم المرتفعة والتي لها تأُيراً كبيراً على الاقتصاد الأمريكي، وعقب التحرك القوي لبنك الاحتياطي الفيدرالي، أدت تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى استنفاد زخم أسهم التقنية التي كان بنك وادي السيليكون يستفيد منها. كما أدت أسعار الفائدة المرتفعة إلى تآكل قيمة السندات الطويلة الأجل التي التهمها بنك وادي السيليكون والبنوك الأخرى خلال فترة تشديد معدل الفائدة وكانت محفظة سندات البنك التي تبلغ قيمتها 21 مليار دولار أميركي تحقق عائدات بمتوسط 1.79% وفي الوقت نفسه، بدأ رأس المال الاستثماري في الانخفاض، مما أجبر الشركات الناشئة على سحب أموالهم من البنك.
وبدأ سهم البنك بالانخفاض صباح يوم الخميس الموافق التاسع من مارس الجاري وبحلول فترة ما بعد الظهر كان يسحب أسهم البنوك الأخرى معه حيث بدأ المستثمرون يخشون تكرار الأزمة المالية التي حدثت خلال عامي 2007 و2008. وبحلول صباح يوم الجمعة، توقف التداول في أسهم بنك وادي السيليكون وتخلّى عن الجهود المبذولة لزيادة رأس المال بسرعة أو العثور على مشتري للبنك، الأمر الذي ترتب عليه تدخل المنظمون في ولاية كاليفورنيا، فأغلقوا البنك ووضعوه في الحراسة القضائية تحت مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية. 
وكان هذا الأمر قد تربت عليه خسارة الأسهم المالية العالمية نحو 465 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال بداية الأسبوع الماضي، مع خفض المستثمرين لتعرضهم للمصارف حول العالم عقب انهيار "سيليكون فالي بنك" الأمريكي. 
وتراجعت القيمة السوقية الإجمالية للشركات المدرجة بمؤشر "إم إس سي آي" المالي العالمي، و"إم إس سي آي إي إم" المالي بحوالي 465 مليار دولار منذ 10 مارس الماضي، وكانت البنوك الأمريكية هي الأكثر تضرراً. 
علاوة على ذلك، فقد خسر سهم "فرست ريبابلك بنك" الأمريكي أكثر من 73% خلال ثلاث جلسات فقط، حيث كان من الأسهم الأكثر تضرراً خلال الأسبوع الماضي.
كما فقدت البنوك الأمريكية نحو 165 مليار دولار من قيمتها خلال الشهر الجاري، وكان من أكبر الخاسرين سيهم "فيرسيت ريبابلك"، "سيتي جروب"، مورجان ستانلي" وأيضاً "بنك أوف أمريكا" الذي وصل إلى أنى مستوياته في أكثر من عامين.
وكان هذا الانهيار قد أُر بشكل كبير على أسهم القارة الأوروبية والتي فقدن نحو 100 مليار دولار، حيث تأثير بنك "كريدي سويس" السويسري بشكل كبير عقب هذا الانهيار وخسر نسبة كبيرة من قيمته الأسبوع الماضي، مما أدى إلى اقتراضه نحو 50 مليار فرنك من المركزي الأوروبي للسيطرة على الوضع لديه لضخ السيولة.
ما هي الإجراءات التي قام الفيدرالي الأمريكي باتخاذها عقب انهيار "سيليكون فالي بنك"؟
كان البنك الفيدرالي الأمريكي قد أعلن الأسبوع الماضي مع المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع وكذلك وزارة الخزانة عن بعض الإجراءات للحد من تسرب انهيار "سيليكون فالي" على القطاع المصرفي بأكمله في الولايات المتحدة.
* أوضح البيان أنه سوف يتم تسهيل بعض عمليات الإقراض الطارئة، حيث سيضمن الفيدرالي الأمريكي حماية أموال جميع الموديعين في سيليكون فالي بنك.
* سيتم اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية الاقتصاد الأمريكي من تداعيات انهيار سيليكون فالي من خلال تعزيز ثقة الجمهور في النظام المصرفي للولايات المتحدة.
* كما اتفقت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع مع الفيدرالي الأمريكي على الإجراءات التي تساعدها من استكمال قرارها بشأن سيليكون فالي بنك.
* لن يتحمل دافع الضرائب أية خسائر مرتبطة بقرار سيليكون فالي بنك، حيث سيتم اتخاذ إجراءات مشابهة أيضا مع بنك العملات الرقمية Signature bank الذي تم إغلاقه الأسبوع الماضي بولاية نيويورك من قبل هيئة ميثاق الولاية. 
* وأضاف بأن الفيدرالي الأمريكي سيوفر السيولة لتمويل إضافي لمؤسسات الإيداع للمساعدة في ضمان قدرة البنوك على تلبية احتياجات جميع المودعين. 
* لتوفير السيولة لمؤسسات الإيداع الأمريكية، سيقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لكل ولاية بتقديم تمويل للمقترضين المؤهلين، مع أخذ أنواع معينة من الأوراق المالية كضمان
*ستوفر وزارة الخزانة الأمريكية باستخدام صندوق استقرار الصرف نحو 25 مليار دولار كحماية ائتمانية لبنوك الفيدرالي الأمريكي بالولايات.
*سيكون تقييم الضمان بالقيمة الاسمية، وسيكون الهامش 100% من القيمة الاسمية. 
*يمكن طلب التمويل في إطار البرنامج حتى 11 مارس 2024. 
*ستتم إتاحة إجراء الدفعات المقدمة بموجب البرنامج مع الرجوع إلى ما بعد الضمان المرهون للمقترض المؤهل. أي خسائر لبنك Signature لصندوق تأمين الودائع لدعم المودعين غير المؤمن عليهم سيتم استردادها من خلال تقييم خاص للبنوك.