قرر بنك إسرائيل في اجتماعه الشهر الماضي، خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لتبلغ 4.5%، وهذا أول خفض منذ أبريل 2020.
تعقد لجنة السياسة النقدية في بنك إسرائيل اجتماعًا، يوم الاثنين القادم، لاتخاذ قرار بشأن مسار أسعار الفائدة، بعد أسبوع من صدور بيانات ضعيفة بشأن أداء الاقتصاد المحلي في الربع الأخير من عام 2023.
أظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، انكماش اقتصاد البلاد بنسبة 19.4% في الثلاثة أشهر المنتهية في ديسمبر 2023، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بفعل الحرب المستمرة على قطاع غزة.
وكان الانكماش أسوأ من كل التوقعات الواردة في استطلاع"بلومبيرغ"، حيث كان متوسط توقعاتهم يشير إلى انكماشقدره 10.5% في الاقتصاد الإسرائيلي، ولكنه شبهتضاعف.
وعقب صدور تلك البيانات، تراجع الشيكل كما تراجعت الأسهم في بورصة "تل أبيب" مما يزيد الضغوط على بنك إسرائيل ويضعه في موقف صعب.
ويأتي هذا الاجتماع بعد أقل من شهر على إعلات وكالة "موديز" العالمية للتصنيف الائتماني، خفض تصنيف مصدري العملات الأجنبية والعملة المحلية لحكومة إسرائيلإلى A2 من A1.
كما قررت الوكالة خفض تصنيفات إسرائيل غير المضمونةبالعملة الأجنبية والعملة المحلية إلى A2 من A1.
وكشفت البيانات تراجع معدل التضخم السنوي في إسرائيل إلى 2.6% خلال الشهر الماضي، مما يعزز احتمالات خفض بنك إسرائيل لأسعار الفائدة.
وألحقت الحرب على غزة ضررًا بالغًا بالاقتصاد الإسرائيلي، حيث أصابت الشركات بالشلل، وأجبرت العديد من الأشخاص على إخلاء منازلهم، ودفعت الجيش إلى استدعاءمئات الآلاف من جنود الاحتياط والضباط.
وقال أليكس زابيجينسكي، كبير الاقتصاديين في ميتافداش، إن التضخم تراجع بشكل قوي منذ بداية الحرب، وبالتالي فإن احتمالات خفض الفائدة في اجتماع فبراير الجاري صارت أقوى.
وأضاف، أن انكماش الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 20% في الربع الرابع، يؤكد ضعف الاقتصاد واحتياجه إلى دفعة من بنك إسرائيل، متوقعًا قيام بنك إسرائيل بخفض أسعار الفائدة مرة أخرى خلال هذا الشهر.
وتوقع محللو بنك "غولدمان ساكس" قيام بنك إسرائيل بخفض أسعار الفائدة إلى 4.25%، في محاولة لإنقاذ الاقتصاد الإسرائيلي بعد البيانات السلبية الصادرة الشهر الماضي.
وهناك توقعات أخرى تشير إلى احتمالية أن يبقى سعر الفائدة دون أي تغيير خلال اجتماع هذا الشهر، على أن يتم خفضها إلى 4.25% في أبريل.
وكان بنك إسرائيل قد قال في وقت سابق، إنه يتوقع عدد محدود من التخفيضات خلال هذا العام، حيث قال قسم الأبحاث ببنك إسرائيل إن سعر الفائدة سيتراوح بين 3.75% و4% خلال العام الجاري.
ويرى المحللون أن بنك إسرائيل أمام خيارات صعبة،إماخفض الفائدة ومساعدة الاقتصاد على التعافي على حساب سعر صرف الشيكل، أو الإبقاء على أسعار الفائدةالحالية والتضحية بالنمو الاقتصادي.
ومن المتوقع أن يضطر بنك إسرائيل لخفض الفائدة، في محاولة لمساعدة الشركات في الحصول على تمويل رخيصفي ظل هروب الأموال من إسرائيل، في ظل الانهيارالمفاجئ في العديد من القطاعات من بينها العقارات والتصنيع.
ومن المقرر أن يجتمع صناع السياسة النقدية ببنك إسرائيل يوم الاثنين القادم الموافق السادس والعشرون من فبراير، لاتخاذ قرار بشأن سعر الفائدة.