كيف تأثرت الأسواق العالمية والمحلية بـ "التصعيد في غزة"؟

كيف تأثرت الأسواق العالمية والمحلية بـ "التصعيد في غزة"؟
في الوقت الذي لازالت الأسواق العالمية تعاني من ضغوط قوية، ما بين الارتفاع الكبير في أسعار الفائدة، والحرب الروسية في أوكرانيا، التي بدأت منذ أكثر من عام، وارتفاع التضخم لمستويات قياسية غير مسبوقة، والارتفاع الهائل في أسعار الوقود، وتداعيات جائحة كورونا، جاء "التصعيد في غزة" ليثير مخاوف جديدة بشأن نمو الاقتصاد العالمي.
حتى نهاية الأسبوع الماضي، كان المستثمرون يبحثون عن أي أدلة جديدة بشأن مسار الفائدة خلال الأشهر المتبقية من هذا العام، ولكن الآن تتجه أنظار الجميع نحو الأحداث التي تدور في غزة.
تسبب التصعيد في غزة في ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير، كما ارتفعت أسعار كلا من الذهب والدولار الأمريكي والين الياباني، باعتبارها الملاذات الآمنة في أوقات التوترات الجيوسياسية، وعزف المستثمرون عن الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم والعملات الرقمية. 
وسيطرت حالة من عدم اليقين على الأسواق المالية على مستوى العالم، في ظل استمرار الاشتباكات العسكرية بين إسرائيل وفلسطين منذ يوم السبت الماضي.
وقفزت أسعار النفط بنسبة 5%، في حين تراجعت أغلب أسواق الأسهم خلال تعاملات يوم الاثنين الماضي، مع زيادة إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة كالذهب والسندات. 
واستهلت معظم أسواق الأسهم العالمية على تراجع، حيث انخفضت أسواق المنطقة العربية، متأثرة بخسائر السوق الأمريكية.
وهبط المؤشر الرئيسي لعموم أوروبا "ستوكس 600" بنسبة 0.2%، وكانت أسهم قطاعي السفر والترفيه والكيماويات على رأس القطاعات الخاسرة. 
وهوت مؤشرات بورصة تل أبيب يوم الاثنين الماضي، بعدانخفاضها بأكثر من 6% يوم الأحد، وهبط مؤشر" TA-35"الأكبر 0.38%.
وتراجع الشيكل الإسرائيلي بأكثر من 3% لأدنى مستوىفي نحو 8 سنوات عند 3.9880 للدولار، قبل أن يعوض جزء من خسائره عقب إعلان بنك إسرائيل المركزي أنه سيبيع مايصل إلى 30 مليار دولار من العملات الأجنبية للحفاظ علىاستقرار الشيكل.
وهبطت معظم أسواق الخليج متأثرة بخسائر الأسواق العالمية، حيث تراجعت أسواق الإمارات والسعودية وقطر والكويت. 
في المقابل، قفزت أسعار الذهب في السوق الفورية بنسبة1.2% يوم الاثنين عند 1853.79 دولار للأونصة، ليسجلأعلى مستوى في أسبوع. 
كما ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنحو 1.2% إلى1867.80 دولار، وسط إقبال واسع من المستثمرين. 
وارتفع أيضًا كلا من الدولار والين الياباني بعدما أثارت الاشتباكات العسكرية في فلسطين مخاوف المستثمرين، كما أن تقرير الوظائف الأمريكي عزز سعر الدولار بشكل كبير. 
وأغلقت عوائد السندات الأمريكية تعاملات يوم الأربعاء عند4.569%، حيث تراجعت بشكل ملحوظ، وسط قلق المستثمرين من أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى ركود اقتصاد عالمي.  
وتراجعت أيضًا العملات الرقمية خلال جلسة يوم الاثنين الماضي، مع عزوف المستثمرين عن الأصول الخطرة، لكنها تعافت بشكل بسيط خلال الأيام الجلسات الأخيرة، وخسرت بيتكوين أكثر من 3% من قيمتها خلال الأسبوع الماضي. 
ويرى المحللون أن أسعار الذهب والدولار ترتفع بشكل مباشر مع كل تصعيد جيوسياسي، إلا أن مثل هذه الارتفاعات عادة ما تكون قصيرة الأجل، وسرعان ما تعود الأسعار إلى وضعها الطبيعي. 
تفاجأ العالم صباح يوم السبت الماضي، بقيام حركة "حماس" بإطلاق صواريخ من عزة، وتسلل مجموعة من المسلحين الفلسطينيين إلى المستوطنات الإسرائيلية واحتجاز عدد من الرهائن.
وسرعان ما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عملية ضد أهداف تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي يشن غارات واسعة على قطاع غزة. 
ومازالت الاشتباكات مستمرة حتى الآن، لكن الأسواق العالمية بدأت تتعافي وتعوض جزء من الخسائر التي تكبدتها خلال الأيام الماضية، وسط استيعاب المستثمرين للتوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.