خلال الأسبوع السابق أعلن البنك الفيدرالي الأمريكي عن رفع معدلات الفائدة بنحو 25 نقطة أساس، وذلك بالرغم من المخاوف من أن هذه الخطوة يمكن أن تزيد من الاضطرابات المالية بعد سلسلة من حالات الفشل المصرفي الأخيرة حيث بلغ 5%، واصفا النظام المصرفي الأمريكي بأنه "قوي ومرن." لكنه حذر أيضاً من أن الاضطرابات المصرفية قد تضر بالنمو الاقتصادي في الأشهر المقبلة. قرار الفيدرالي الأمريكي: أعلنت لجنة السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي الاكتفاء برفع سعر الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس للشهر الثاني على التوالي، مما يتماشى مع توقعات الأسواق، لتصبح نسبة معدل الفائدة على الأموال الفيدرالية 5.00 في المائة. و أكدت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن النظام المصرفي الأمريكي "سليم ومرن" لكن "مدى" الآثار الاقتصادية للاضطرابات الأخيرة "غير مؤكد". وقالت اللجنة "من المرجح أن تؤدي التطورات الأخيرة إلى شروط ائتمانية أكثر صرامة للأسر والشركات وأن تؤثر على النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم". وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد حالة من عدم اليقين الحاد بشأن ما إذا كانت الحكومة الأمريكية قد فعلت ما يكفي لتفادي أزمة شاملة ناجمة عن انهيار بنك وادي السيليكون وبنك سيجنتشر في وقت سابق من هذا الشهر. في إشارة إلى مدى تغيير إخفاقات البنوك الأخيرة في حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، يثار الجدل بين المسئولين قبل أسابيع فقط حول ما إذا كان يتعين على البنك المركزي الأمريكي تسريع وتيرة ارتفاع أسعار الفائدة عن طريق اختيار زيادة بمقدار نصف نقطة. في فبراير، تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إيقاع تقليدي أكثر من ربع نقطة بعد تنفيذ سلسلة من الارتفاعات الكبيرة العام الماضي. في وقت سابق من هذا الشهر، طرح "باول" إمكانية العودة إلى ارتفاع نصف نقطة وسط مخاوف من أن البنك المركزي لم يفعل ما يكفي للقضاء على التضخم. ما هي توقعات الفيدرالي الأمريكي بشأن الاقتصاد خلال المرحلة المقبلة؟ ورافق القرار يوم الأربعاء الماضي مجموعة كبيرة من التوقعات الخاصة بالسياسة النقدية حتى نهاية عام 2025، والمعروفة باسم مخطط النقطة، إضافة إلى توقعات النمو والبطالة والتضخم. أصدر الفيدرالي الأمريكي لتوقعاته للاقتصاد الأمريكي خلال المرحلة المقبلة، حيث توقع نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.4% هذا العام، وبنسبة 1.2% خلال 2024، وبنسبة 1.9% خلال 2025، وبنسبة 1.8% في المدى الطويل. بينما كانت التوقعات السابقة تشير إلى نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.5% خلال 2023 وبحوالي 1.6% في 2024، وبحوالي 1.8% في 2025، وبمقدار 1.8% في المدى الطويل. وأوضح البنك في بيانه أنه يتوقع استقرار البطالة الأمريكية عند 4.5% في 2023، وعند 4.6% في 2024، وحوالي 4.6% في 2025، وعند 4% على المدى الطويل. وأضاف أنه متوقع استقرار التضخم الأمريكي عند 3.3% خلال العام الجاري، وحوالي 2.5% في العام المقبل، وبنحو 2.1% في 2025 ، و 2% في المدى الطويل. ما هو تأثير هذا القرار على البنوك المركزية الأخرى حول العالم؟ عقب قرار الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة، فقد أعلنت لجنة السياسة النقدية في البنك الوطني السويسري عن رفع معدل الفائدة بنحو 50 نقطة أساس، وهي نسبة تتماشى مع توقعات المحللون والأسواق. ويصبح هذا معدل الفائدة الرئيسي في سويسرا 1.50%، بعدما كان البنك قد رفع معدل الفائدة بالاجتماع السابق بنسبة 0.50%. كما رفعة اللجنة النقدية في هونج كونج يوم الخميس الماضي سعرها الأساسي الذي يتم تحصيله من خلال نافذة الخصم الليلي بمقدار 50 نقطة أساس إلى 4.75 في المائة، بعد ساعات من رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بنفس الهامش. وأصدرت لجنة السياسة النقدية التابعة لبنك إنجلترا قرارها بشان السياسة النقدية ومعدلات الفائدة لشهر مارس الجاري يوم الخميس أيضاً وقررت رفع معدل الفائدة بنحو 25 نقطة أساس ليتماشى مع توقعات الأسواق الماضية، وبالتالي فقد تصل معدل الفائدة إلى 4.25%، لترتفع عن القيمة السابقة البالغة 4.00%. وتمثل أسعار الفائدة أحد أهم الأدوات لدى البنوك المركزية للسيطرة على معدلات التضخم المرتفعة، حيث يحاولون للوصول إلى مستويات معتدلة في التضخم منعاً لحدوث ركود في الاقتصاد. كيف يتم تحديد سعر الفائدة؟ يتم تحديد سعر الفائدة وفقاً لعدد من العوامل مثل العرض والطلب على القروض، أسعار السلع، بيانات المستهلكين وغيرها من الأمور الأخرى. كما أنه عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة يكون هذا الوقت مناسب للاستثمار في السندات، وذلك لتوفيرها عائداً كبيراً في حسابات التوفير وشهادات الإيداع. أما إذا كانت الفائدة منخفضة، فهذا الوقت سيكون مناسباً للاستثمار في الأسهم لأنها توفر عوائد أعلى بكثير. ما الذي ترتب عليه على الأسواق بعد رفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة؟ شهد الدولار الأمريكي المزيد من التراجع خلال الأسبوع الماضي، وذلك لتأثير قرار الفائدة المنخفض على الدولار، حيث يتراجع الدولار عندما يتم خفض الفائدة، وذلك بسبب لجوء الكثير من المستثمرين على بعض الملاذات الآمنة الأخرى مثل الذهب والذي ارتفع بنسبة كبيرة خلال الأسبوع الماضي وتخطى حاجز 2000 دولار بالتزامن مع انخفاض الدولار.