أفاد التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية صباح اليوم الجمعة بأن تخفيضات إنتاج أوبك بلس من النفط الخام قد تشكل خطراً في نقص المعروض النفطي المتوقع بالنصف الثاني من عام 2023.
قالت الوكالة بأن التخفيضات التي أعلنت عنها أوبك بلس خلال الأيان الماضية ستؤدي إلى تراجع إمدادات النفط العالمية بمقدار 400 ألف برميل يومياً بنهاية عام 2023.
من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بنحو 2 مليون برميل يومياً خلال عام 2023 ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 101.9 مليون برميل يومياً، قد يؤدي قرار أوبك بلس بخفض الإنتاج إلى ارتفاع أسعار النفط بالأسواق الذي سيضر المستهلكين ويهدد النمو الاقتصادي.
أظهرت الوكالة في بيانها عن تراجع الطلب داخل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنحو 390,000 برميل يومياً على أساس سنوي بالربع الأول، بسبب ضعف النشاط الصناعي، والطقس الدافئ التي تشهده القارة العجوز والذي من شأنه قلل من استهلاك مواد الطاقة بكميات كبيرة.
عادت تدفقات منتجات النفط الروسية إلى المستويات التي شهدتها آخر مرة قبل غزو روسيا لأوكرانيا.
ستشكل الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بزعامة الصين نحو 90% من نمو الطلب العالمي على النفط.
ارتفاع مخزونات النفط العالمية قد ساهم في قرار أوبك بلس. صعدت صادرات النفط الروسية بشهر مارس إلى أعلى مستوياتها منذ أبريل 2020، مع ارتفاع شحنات النفط بنحو 600 ألف برميل يومياً.
ارتفعت مخزونات الصناعة بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشهر يناير من حوالي 54 مليون برميل إلى 2.830 مليار برميل وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2021.
توقعات وكالة الطاقة الدولية السابقة:
كانت وكالة الطاقة الدولية قد حذرت من أن إمدادات أوبك بلس من النفط قد تتقلص في ظل العقوبات المفروض على روسيا من دول الغرب بهذا العام، وتوقعت أن يدفع المنتجون بخارج أوبك بلس نمو إمدادات النفط العالمية، كما توقعات بأن يرتفع المعروض النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً بقيادة الولايات المتحدة والبرازيل والنرويج وكندا وغانا، والتي من المقرر أن تضخ النفط بشكل قياسي.
من المتوقع الآن أن يرتفع طلب الصين على النفط بمقدار 760 ألف برميل يوميا خلال 2023 ، وهو أعلى من توقعات أوبك بتقريرها السابقة، والتي بلغت 710 آلاف برميل يومياً.
بالنسبة لأداء سوق النفط المتوقع بفصل الصيف، ترى أوبك أن مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كانت تتراكم في الأشهر الأخيرة، وأرصدة المنتجات النفطية قد أصبحت أكثر مما كانت عليه بالمقارنة مع نفس الوقت من العام الماضي، وهو ما سيوفر الإمدادات اللازمة.
أي أداء سلبي لاقتصاد الولايات المتحدة قد ينتج عن رفع أسعار الفائدة يمكن أن يلقي بثقله على طلبها على الوقود بفصل الصيف، وتظل توقعات الطلب بأوروبا في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تواجه تحديات.
ما هو أداء النفط عقب صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية اليوم؟
بدأت أسعار النفط الخام مرتفعة خلال تعاملات اليوم وعقب صدور بيان وكالة الطاقة، متجهه لتسجيل مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي.
وكان هذا الارتفاع بدعماً من انتعاش اقتصاد الصين ثاني أكبر مستورد من النفط الخام في العالم، بالتزامن مع تصريحات وكالة الطاقة الدولية المحذرة بشأن احتمالية تفاقم عجز المعروض النفطي بالأسواق بسبب قرار أوبك بلس.
وخلال تعاملات اليوم، ارتفعت العقود الفورية لخام برنت بشكل طفيف بنسبة 0.17% لتستقر قرب مستوى 86.30 دولارا للبرميل، بجانب صعود العقود الفورية لخام غرب تكساس الأمريكي بحوالي 0.07% لتسجل نحو 82.45 دولارا للبرميل.
واستفاد خام النفط من تصريحات وكالة الطاقة الدولية بشأن سوق النفط الخام، والتي حذرت فيه من أن قرار أوبك بلس بخفض حجم الإنتاج بأكثر من 1.66 مليون برميل يومياً قد يؤدي لتفاقم عجز المعروض النفطي بالأسواق، مما يؤدي لارتفاع أسعار النفط الخام.
كما أوضحت بأن تخفيضات أوبك بلس الإضافية ستؤدي إلى نقص الإمدادات العالمية بمقدار 400 ألف برميل يومياً مع حلول نهاية العام الجاري، الأمر الذي ترتب عليه زيادة مخاوف الأسواق بشأن نقص المعروض وبالتالي ارتفعت الأسعار.