تسعى شركة إنتل إلى تعزيز أوضاعها في سوق أشباه الموصلات من خلال فتح قنوات تعاون جديدة مع كبرى شركات التكنولوجيا، حيث كشفت تقارير صحفية أن الشركة تواصلت مع آبل في محاولة لإقناعها بالاستثمار في أعمالها المتعثرة، والتي باتت مملوكة جزئيًا للحكومة الأمريكية ضمن جهود دعم الصناعة المحلية.وبحسب ما نقلته وكالة بلومبرج عن مصادر مطلعة، فإن المناقشات بين الشركتين شملت بحث فرص استثمارات مباشرة من جانب آبل في إنتل، بالإضافة إلى سبل التعاون المشترك بشكل أوسع خلال الفترة المقبلة.كما أشارت التقارير إلى أن إنتل دخلت في محادثات مع شركات أخرى لبحث شراكات محتملة، في إطار خطتها لإعادة إحياء مكانتها في صناعة الرقائق العالمية.انعكست هذه الأنباء بشكل متباين على أداء أسهم الشركتين في جلسة الأربعاء، حيث تراجع سهم آبل بنسبة 0.85% ليغلق عند 252.25 دولار، بينما ارتفع سهم إنتل بأكثر من 6.4% مسجلاً 31.22 دولار.وتأتي هذه التحركات في أعقاب إعلان شركة إنفيديا الأسبوع الماضي عن استثمار بقيمة 5 مليارات دولار للعمل مع إنتل في تطوير رقائق موجهة لأجهزة الحاسوب ومراكز البيانات، وهو ما اعتبر خطوة استراتيجية لتوسيع نطاق التعاون بين الشركتين.كما سبق ذلك استثمار من مجموعة سوفت بنك اليابانية بقيمة ملياري دولار في إنتل خلال الشهر الماضي، في إطار سعي المجموعة لزيادة وجودها في السوق الأمريكية.تاريخيًا، كانت آبل أحد أبرز عملاء إنتل، إلا أنها تخلت عن الاعتماد على معالجات الشركة منذ نحو خمس سنوات بعد أن بدأت تصنيع معالجاتها الخاصة لأجهزة آيفون وماك. ورغم أن أي اتفاق محتمل للاستثمار أو التعاون سيعزز مكانة إنتل، إلا أنه من غير المتوقع أن تعود آبل إلى استخدام معالجاتها، حيث تتولى شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC) حالياً إنتاج غالبية رقائق آبل الأكثر تطورًا.وتشير هذه التطورات إلى أن إنتل تعمل بجد لإعادة رسم ملامح استراتيجيتها في ظل المنافسة الشرسة، من خلال جذب استثمارات وتحالفات مع شركات رائدة في التكنولوجيا، بما يعزز فرصها في استعادة جزء من مكانتها المفقودة في سوق الرقائق العالمي.