شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الخميس، مدعومة بصدور بيانات اقتصادية إيجابية عززت التفاؤل بشأن قوة الاقتصاد الأمريكي واستقراره النسبي.فقد جاءت أرقام النمو الاقتصادي وسوق العمل أفضل من المتوقع، ما أعاد إلى الواجهة التقديرات بأن الفيدرالي الأمريكي قد يواصل سياسته النقدية الحذرة لفترة أطول.فقد ارتفع العائد على السندات لأجل عامين – الذي يُعد الأكثر حساسية تجاه تحركات أسعار الفائدة – بنحو 4 نقاط أساس مسجلًا 3.637%.كما صعد العائد على السندات لأجل عشر سنوات بمقدار 2.5 نقطة أساس ليصل إلى 4.172%، بينما استقر العائد على السندات الطويلة الأجل لأجل ثلاثين عامًا قرب مستوى 4.756% دون تغير يذكر.وجاءت هذه التحركات في أعقاب صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي، التي أظهرت نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 3.8% على أساس سنوي خلال الربع الثاني من 2025، مقارنة بانكماش بلغ 0.6% في الربع الأول. وتمثل هذه القراءة مراجعة صعودية بنصف نقطة مئوية عن التقديرات السابقة، ما يعكس مرونة الاقتصاد الأمريكي وتفاديه الدخول في حالة ركود.وفي سياق موازٍ، أظهرت بيانات التجارة السلعية تراجع العجز التجاري في أغسطس بنحو 17.3 مليار دولار، أي بنسبة 16.8%، ليستقر عند 85.5 مليار دولار، وهو ما يشير إلى تحسن نسبي في الميزان التجاري قد يساهم بدوره في دعم النمو الاقتصادي.هذه التطورات مجتمعة عززت الضغوط على عوائد السندات، إذ يرى المستثمرون أن استمرار قوة الاقتصاد وسوق العمل يقلص فرص خفض أسعار الفائدة في الأجل القريب، ويعزز التوقعات بأن الفيدرالي سيبقي على سياسته النقدية متشددة لفترة أطول من المتوقع.