سجلت الشركات الأمريكية أرباحًا قوية في الربع الثاني من 2025، لكنها بقيت مركزة في عدد محدود من القطاعات، ما يبرز فجوة واضحة بين الشركات الرابحة وتلك التي لم تحقق الأداء المتوقع، وفقًا لتقرير حديث صادر عن بنك باركليز.
ارتفعت أرباح الشركات بنسبة 10.6% على أساس سنوي، مع زيادة المبيعات بنسبة 6.1%، لكن الأسواق أظهرت حساسية مفرطة تجاه الشركات التي أخفقت في تلبية توقعات المحللين، حيث كانت العقوبات السوقية على تلك الشركات بين الأعلى تاريخيًا.
كان قطاع التكنولوجيا والخدمات المالية هو المحرك الرئيسي للنمو، إذ سجلت شركات التكنولوجيا الكبرى وحدها قفزة في الأرباح بنسبة 28%، في حين ارتفعت أرباح بقية شركات القطاع بنسبة 20%.
كما شهد قطاع الاتصالات نموًا ملحوظًا بنسبة 25%، بينما واجهت قطاعات المواد والمرافق تراجعًا طفيفًا.
وبحسب الاستراتيجي فينو كريشنا، فإن الشركات الكبرى في التكنولوجيا والإعلام والاتصالات، إلى جانب القطاع المالي، هي المصدر الأساسي لتحسن ربحية الأسهم في مؤشر S&P 500، مدفوعة بارتفاع هوامش الربح وزيادة الرافعة التشغيلية.
في المقابل، سجلت قطاعات الطاقة والمرافق والسلع الأساسية أداءً أضعف، مع تراجع الهوامش.
وعلى الصعيد المستقبلي، رفعت الأسواق توقعاتها لأرباح مؤشر S&P 500 لعام 2025 إلى 268 دولارًا للسهم مقارنة بـ264 دولارًا في الربع السابق، مدعومة بنمو شركات التكنولوجيا الكبرى والخدمات المالية.
ولم تكن كل القطاعات محظوظة، إذ سجلت بعض القطاعات مثل السلع الاستهلاكية الفاخرة والرعاية الصحية والمرافق مراجعات منخفضة، بينما استفادت شركات الإلكترونيات والمعدات الكهربائية من زيادة الإنفاق على مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.
وتشير مؤشرات التقييم إلى أن مؤشر S&P 500 يتداول عند نحو 22 مرة من الأرباح المستقبلية، مع تباين واضح بين الشركات: شركات التكنولوجيا غير الكبرى عند 25-27 مرة، والشركات الكبرى عند 29 مرة، وهو مستوى أقل من أواخر 2024، ما يوفر هامشًا للنمو المستقبلي.
وأوضح التقرير أن المخاوف المتعلقة بالتعريفات الجمركية بدأت تتراجع، مع تقليل عدد الشركات التي تشير إلى زيادات في الأسعار أو تراكم المخزونات.
في حين أصبح الذكاء الاصطناعي محور اهتمام أكثر من نصف المديرين التنفيذيين، غالبًا لتعزيز الكفاءة التشغيلية دون الدخول في التفاصيل التقنية المتقدمة.