مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة ترتفع طفيفًا في سبتمبر مع استقرار الطلب رغم ارتفاع الفائدة

مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة ترتفع طفيفًا في سبتمبر مع استقرار الطلب رغم ارتفاع الفائدة

أظهرت البيانات الأخيرة الصادرة عن الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين في الولايات المتحدة نموًا طفيفًا في مبيعات المنازل القائمة خلال شهر سبتمبر، حيث بلغت حوالي 4.06 ملايين وحدة، متماشية تمامًا مع توقعات الأسواق.

ويعكس هذا الأداء تحسنًا بسيطًا مقارنة بالشهر السابق الذي سجل 4.00 ملايين وحدة، مما يشير إلى استقرار نسبي في سوق الإسكان الأمريكي رغم التحديات الاقتصادية الراهنة.

تُعد مبيعات المنازل القائمة مؤشراً رئيسياً يعكس نشاط قطاع العقارات، حيث تمثل الجزء الأكبر من إجمالي عمليات البيع في السوق. وتكتسب هذه البيانات أهمية خاصة لأنها تعكس مدى صحة الطلب على العقارات وتؤثر بشكل مباشر على أداء الاقتصاد الأمريكي بشكل عام.

يرى المحللون أن هذا الارتفاع الطفيف يدل على قدرة المشترين على التكيف مع ارتفاع تكاليف التمويل، رغم بقاء معدلات الفائدة عند مستويات مرتفعة. وهو ما يعكس مرونة السوق واستمرار الطلب على المنازل بالرغم من ضغوط السياسات النقدية المشددة والتحديات التضخمية.

تتابع الأسواق العالمية هذه البيانات عن كثب، كونها تلعب دوراً محورياً في تحديد اتجاهات الدولار الأمريكي وأسواق الأسهم. فعندما تشهد مبيعات المنازل زيادة، يعكس ذلك ثقة المستثمرين والمستهلكين في الاقتصاد، بينما قد يشير تباطؤ المبيعات إلى ضعف في الإنفاق الاستهلاكي وربما تراجع عام في النشاط الاقتصادي.

كما يستخدم الاحتياطي الفيدرالي بيانات مبيعات المنازل القائمة كأداة لتقييم مدى نجاح سياساته النقدية، خاصةً فيما يتعلق بتحديد مستويات الفائدة التي تؤثر بشكل مباشر على قروض الرهن العقاري.

ويعتبر الخبراء أن استمرار استقرار المبيعات بمثل هذه الوتيرة يعد عاملاً حيوياً لدعم النمو الاقتصادي المستدام والحد من مخاطر ركود في قطاع العقارات.

ويعكس هذا الأداء المستقر مرونة قطاع الإسكان الأمريكي في مواجهة عوامل الضغط التضخمي والسياسات النقدية المشددة، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر في الأشهر القادمة، أو إذا كانت هناك احتمالات لتباطؤ جديد في ظل استمرار ارتفاع تكاليف التمويل.