سجّل مؤشر فيلادلفيا التصنيعي الأمريكي تراجعًا حادًا خلال شهر أكتوبر، ما يعكس تدهورًا ملموسًا في أداء القطاع الصناعي بالولاية، في واحدة من أسوأ القراءات خلال العام الجاري.
وأعلن الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا أن المؤشر هبط بشكل مفاجئ إلى مستوى -12.8 نقطة، مخالفًا بشكل كبير توقعات الأسواق التي كانت تشير إلى قراءة إيجابية عند 8.6 نقطة، كما أنه يمثل انعكاسًا حادًا عن قراءة سبتمبر القوية التي بلغت 23.2 نقطة.
يُعتبر مؤشر فيلادلفيا التصنيعي من أبرز المؤشرات الشهرية التي تقيس صحة النشاط الصناعي في الولايات المتحدة، إذ يعتمد على مسح شهري يُجرى بين أكثر من 250 مصنعًا وشركة صناعية داخل الولاية، لقياس التغير في مستويات الطلبيات الجديدة، والإنتاج، والتوظيف، وغيرها من عناصر النشاط الاقتصادي.
وتحمل القراءة السلبية للمؤشر دلالة على انكماش في القطاع الصناعي، حيث تُشير القيم التي تقع دون مستوى الصفر إلى تراجع النشاط وتباطؤ النمو، في حين تعكس القيم الموجبة توسعًا في النشاط الصناعي. ويأتي هذا الانخفاض المفاجئ كمؤشر مقلق للأسواق والمستثمرين، خاصةً وأن القطاع الصناعي يُعد أحد محركات النمو المهمة في الاقتصاد الأمريكي.
وقد زادت هذه البيانات من حالة القلق بشأن مستقبل الاقتصاد، وطرحت تساؤلات جديدة حول مسار السياسة النقدية القادمة. حيث يُراقب المستثمرون عن كثب أداء هذا المؤشر لما له من تأثير مباشر على حركة الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى اعتباره مؤشرًا استباقيًا لتوجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
في ظل هذه المعطيات، تتزايد التوقعات بأن الفيدرالي قد يتعرض لضغوط إضافية تدفعه لإعادة النظر في سياساته الحالية، بما في ذلك إمكانية خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، بهدف دعم النمو وتفادي الدخول في مرحلة تباطؤ أوسع.